حقيقة يستحق الأستاذ صالح عبد الكريم العرموطي ان يكون سفيراً للأردن في نيجيريا. وهذه رسالة اتفق مع الأستاذ العرموطي من خلال خبرتي كسفير ودبلوماسي ان يقوم معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي بمراجعة اولاً لسفاراتنا في الخارج وانجازات هذه السفارات على مر السنين، بنفس الوقت ما هي الدول التي تهم الأردن سياسيا واقتصاديا وتجارياً وسياحيا لكي يكون للأردن سفارات وسفراء مقيمين فيها والعكس صحيح.

ويأتي تعقيبي هنا على سؤال سعادة النائب المحامي صالح عبد الكريم العرموطي الموجه الى معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي من خلال معالي رئيس مجلس النواب حول عدم وجود سفير مقيم للأردن في نيجيريا من عام ١٩٦٤، رغم ان هناك سفارة وسفير لنيجيريا في الأردن، (عمون الغراء بتاريخ ٢٥/٧/٢٠٢٢ بعنوان: العرموطي - لا يوجد سفير أردني في نيجيريا منذ عام ١٩٦٤.)
استذكر هنا حقيقة على سبيل المثال لا الحصر ماذا أنجزتْ سفارتنا في أوزبكستان والتي افتتحت بتاريخ ٢١/٧/ ١٩٩٤ أي قبل ٢٨ عاماً، وتشرفت بالعمل بها خلال الأعوام ٢٠١٠- ٢٠١٣. و عندما عدت في زيارة للقاء معالي وزير الخارجية السيد ناصر جودة عام ٢٠١١ ، و طلبت منه وجوب قيامه بزيارة لأوزبكستان ، ووضعته بصورة وضع السفارة و شروط تعزيز العلاقات بين البلدين ، وهنالك فرصة لتصدير منتجات اردنية ممكن ان تساهم بإغلاق المديونية و عجز الموازنة ، من خلال بعض المنتجات الأردنية و التي يفتقر لها السوق الاوزبكي : زيت الزيتون ، و التمور الأردنية ، و الادوية ، و منتجات البحر الميت الكوزماتكس ، علاوة على السياحة الدينية و تفعيل اتفاقية الطيران بين البلدين حيث يبلغ عدد سكان أوزبكستان في تلك الفترة ٢٨ مليون . الا ان معاليه لم يكلف خاطرة القيام بالزيارة و التي كانت بمثابة مقدمة لزيارة جلالة الملك لأوزبكستان لأول مرة ،الا انه اتصل بي و امرني بإلغاء الزيارة ، الامر الذي ترك انطباعاً سلبياً لدى وزارة الخارجية الأوزبكية و حرم الأردن من زيارة ٥٠ رجل أعمال اوزبكي كنت قد رتبت لزيارتهم للأردن الامر الذي حرم الأردن من صفقات تجارية بالملايين ، و من خلال مراجعتي لملف العلاقات الثنائية بين الأردن و أوزبكستان ، لم المس أي انجاز على الاطلاق خلال السنوات السابقة .
و السؤال الذي اطرحه على معالي الوزير الصفدي، هل أوزبكستان مهمة للأردن، و الأردن غير مهم لأوزبكستان ... !!!! بدليل ان الأردن افتتح سفارته في طشقند عام ١٩٩٤ ، في حين لم تفتح أوزبكستان سفارة لها في المقابل في الأردن منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا .
و بالتالي سؤال الأستاذ صالح العرموطي الى وزير الخارجية السيد ايمن الصفدي أمام مجلس النواب في محلة: حول عدم وجود سفير مقيم للأردن في نيجيريا منذ عام ١٩٦٤ ، رغم ان هناك سفيرا لنيجيريا في الأردن ، وهو سؤال في الصميم و يفتح النقاش حول مبدأ المعاملة بالمثل في التمثيل الدبلوماسي في عدد من بلدان العالم سوآء لنا بها سفارات او لم نفتح بها سفارات ، او فتحنا بها سفارات وارسلنا سفراء ، و لكنها بالمقابل لم تفتح لها سفارات و لم ترسل سفراء لها للأردن .

ولذلك اعتقد وهنا اتفق مع الأستاذ العرموطي لماذا لا يوجد سفير أردني في نيجيريا وهي من أكبر الدول الافريقية وفيها عدد كبير من الأردنيين المستثمرين والمقيمين هناك ولماذا لا يوجد سفير مقيم للأردن في نيجيريا منذ عام ١٩٦٤ رغم ان هناك سفير لنيجيريا في الاردن، وكان اخر سفير للأردن معالي الاستاذ كامل الشريف رحمه الله. بنفس الوقت لماذا يوجد سفير للأردن في أوزبكستان منذ عام ١٩٩٤ ، و لا يوجد سفارة و سفير مقيم لأوزبكستان في الأردن !!!

حقيقة يستحق الأستاذ العرموطي ان يكون سفير الأردن في نيجيريا لمعرفته التامة بنيجيريا وتاريخ العلاقات بين البلدين، علاوة فقد ذكرنا بالمعلومات التالية عن نيجيريا :

• عدد سكان نيجيريا لا يقل عن 220 مليون نسمة، وهي من أكبر الدول الأفريقية وهي من دول الاوبك.
• هناك عدد كبير من الاردنيين مقيمين في نيجيريا ويقدمون اعمال فنية وادارية ومستثمرين ورجال الاعمال تحتاج الى وجود سفارة.
• هناك عدة مجالات للتعاون بين البلدين و خاصة في المجال السياحي و المجالات الاستثمارية خصوصا في مجال البترول وصناعة الاخشاب .

و عطفاً على ما اثارة سعادة النائب العرموطي، ارجوان اشير الى ما صرح به سعادة السفير النيجيري السابق في عمان السيد عبد الله بابا عام ٢٠١٠ ، ان الاردن كان اول بلد عربي يفتتح سفارة له في نيجيريا بعد استقلالها عام ١٩٦٠ ما يعكس تاريخية العلاقة بين البلدين الصديقين . وان نيجيريا تقدر وتدعم الدور الاردني الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وان العلاقات بين البلدين تشهد تطورا ملحوظا ومضطردا في الميادين كافة ، خصوصا على مستوى التنسيق الثنائي ودعم الدولتين لبعضهما البعض في شتى المحافل والمؤسسات الدولية. وان العلاقات بين البلدين تشهد تطورا ملحوظا ومضطردا في الميادين كافة ، خصوصا على مستوى التنسيق الثنائي ودعم الدولتين لبعضهما البعض في شتى المحافل والمؤسسات الدولية. وان نيجيريا تنظر للأردن على اساس انه دولة رئيسة في المنطقة ويلعب دورا مهما فيها، ما يجعل بلاده تعمل على دعم الاردن والتعاون معه على المستويين الثنائي والدولي . كما ان الاردن صانع للسلام في المنطقة ولا تملك اي دولة الا التعاون معه والوقوف الى جانبه.

حقيقة حان الوقت لمراجعة شاملة لتمثيلنا الدبلوماسي في عدد من دول العالم على مستوى سفراء مقيمين، و بالمقابل التمثيل الدبلوماسي للدول التي يوجد لنا سفارات و سفراء مقيمين و انعكاس هذا الحضور على مصالح الأردن العليا سياسياً و اقتصاديا و تجارياِ و سياحياً . مع كل التقدير للجهود الكبيرة التي يبذلها معالي وزير الخارجية وشؤون الخارجية السيد ايمن الصفدي في و سفراؤنا و دبلوماسيّنا في تعزيز الحضور الدبلوماسي في العديد من دول العالم بما ينعكس على المصالح العليا للأردن بما يلبي طموحات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله قائد مسيرتنا الدبلوماسية .