facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحزاب مـن ورق


العميد المتقاعد م. أحمد الحياري
27-07-2022 01:50 PM

هرولـة .. تهافـت .. عروض وتنزيـلات .. أسـواق .. ودكاكيـن أحــزاب..

نعم يا ســادة.. تسونـامي أحزاب يضرب البلاد.. وغرفة العمليات لرجالات الدولة العميقة في إنعقاد..

مـا الذي حدث…!! ولماذا مزيد من الأحـزاب.!! ولماذا في هذا الوقت؟!.

كلنا يعلم أن الأحزاب الحقيقية في بلادنا همشت.. واخترقت.. وتعرضت للإغتصـاب..

وأن عشرات الأحزاب التي أنبلجت في السنوات القريبة الماضية عاجزة، وتحتاج لرعاية خاصة، ومصاريف حكومية لضمان وزيادة فترة بقائها، رغم العدمية المطلقة للجدوى والفائدة التي ترجى منها.. ورغم الاعتراف بانها عبء على الدولة وشريك في قوت المواطن.

ولا زالت هذه الأحزاب موجودة تتطفل وتتغذى على دماء المواطنين رغم عزلتها وعدم تقبلها من كافة اطياف المجتمع.

إذن لماذا أحـزاب جديدة ومزيد من المعاناة؟!.

ببساطة.. لان القانون الجديد وبناءاً على توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية فرض وجود 41 مقعدا في مجلس النواب للأحزاب.. وهذا العدد كبير، ويمثل نسبة عالية من العدد الإجمالي.. ويستدعي تحرك جديد يتماشى مع القانون الجديد.

وخاصة ان الإنضمام لعشرات الأحزاب القائمة لا يجدي نفعاً، على الرغم ان جميع الأحزاب القائمة والجديدة تتشارك نفس الافكار والرؤيا والايدلوجيات، وتنهل من نفس دكان البرامج، وتستخدم نفس النماذج والمطبوعات.

وفي ظل أن هذه الأحزاب مسجلة بقواشين رسمية لأمناء هذه الأحزاب.. وأن رجالات الدولة الجدد اصحاب التطلعات لإحراز هذه المقاعد كانوا منشغلين باستحقاقات ومواقع حكومية ونيابية.. فلا بد من إنشاء أحزاب جديدة لهم.

أما عن أسباب التوصية بمقاعد للأحزاب في مجلس النواب، وبهذا الحجم الكبير منذ البداية، والتي سيتم زيادتها في المراحل المقبلة، فهنالك الكثير من التفسير والكثير من التحليل.

واذا استثنينا أبواق الدولة والاقلام الموجهة، فالتحليل ينحصر بثلاثة أمور:

- أولهما ان هنالك إشتراطات واوراق اعتماد جديدة تطلبها الدول المانحة والمهيمنة في هذه المرحلة، لتحويل الحياة السياسية، بحيث تصبح الحكومات تدار من قبل الأحزاب لاسباب يعلمونها، تماماً كما تم فرض إعادة الحياة البرلمانية قبل عقود مضت.

- وثانيهما ان هنالك استحقاقات سياسية وتقسيمات قادمة تحتاج للصبغة الشرعية، والتمثيل الحزبي يعتبر إقرار وموافقة شعبية.

- وثالثهما ان تسونامي التجمعات والاصوات المعارضة اصبح في علو، وهذا يستدعي مبادرة واستباق للحدث وذلك بتفصيل وصناعة العديد من الأاحزاب، تقاد من شخوص الدولة المعروفة لدى العشائر، وتستطيع تسويق الحزب من خلال الخدمات والتنفيعات والتسهيلات التي توفرها اجهزة الدولة لهم لتمكينهم.. وعلى قاعدة تفتيت الموج وتصغيره والسيطرة عليه قبل ان يصل.

وعلى جميع الاحوال فالأحـزاب قادمة، والتجهيزات للاستقبال حاضرة، وهذه الأحزاب يجب ان تكون ديكورية ضعيفة وخالية من المضامين، وتفتقد للأيدلوجيات والرؤيا الحقيقية، وتدار من خلال الواي فاي.

ولماذا إنتظار ولادة الأحزاب، ومقاساة فترة الحمل المرهقة، ومعرفة إذا كان الجنين ذكراً أم انثى، أم لديه ميولاً مثلية؟!.

لا مجــال للرهــان.. يجب صناعة الحدث وبرمجته مسبقـاً، واللجوء للانابيب، وتحديد الصفات الوراثية للأحزاب، واعتماد الولادة القيصرية.

وها هي الحكومة تقدم التسهيلات لإنشاء هذه الأحزاب، وتعتمد اسلوب "إعــادة التدويــر"، ويتطلب ذلك إجراء عمليات تجميل ومكيجة لرجالات الدولة، وتغيير اللوك وطريقة الملابس ولغة المحادثة، والكثير من الابتسامات.

وعلى الرغم من وضوح الامر، إلا ان الدول المانحة والمهيمنة تتقبل ذلك وتساهم فيه، لعلمها ان ذلك وعلى المدى البعيد يغير عادات، ويصنع ثقافات جديدة.

بالنسبة لرجالات الدولة، هم يريدون مقعداً وموقعاً، والبقاء تحت الاضواء، واستكمال الحصاد.

وبالنسبة للمواطن البسيط.. المتخم بالاحباطات.. والخذلان.. والفاقة..

في حقيقة الامر لديه عزوف عن كل المبادرات الحكومية والشعبية. واصبحت معايير الثقة بالشخوص معدومة..

لا يريدون من يتحدث ويبهج.. ولكن يريدون من يفعل وينتج..

وينظرون الى هذه الأحزاب والقائمين على إنشائها تماما كالذي يتزوج أبنة عمه… والمزيد من المعاناة…

فالمخرجات إما تكريس للصفات السيئة وتكرارها، وإما تفاقم لجينات الشيطان وإكثارها… الشيطان الذي ربت على قلوب الحكومات، وضيق على الاردنيين معيشتهم.

وان قيام الاحزاب من خلال شخصيات غير موثوقة تخلق حالة من الصدمة والرفض والتشكيك.

ولكن المواطن ورغم ذلك.. تجده يسعى وراء الرجالات.. ويتقبل بضائع الاوكوزيون والطروحات، لانه يحتاج الكثير من الخدمات.. ويحتاج إلى سبل العيش.. ويحتاج ان يعيش.

إن الأحزاب والتيارات الفكرية المعروفة عالمياً والتي استطاعت النجاح ونقل البلاد من حال الى افضل حال… خُلِقت من رحم المعاناة.. وسبب وجودها للقضاء على حالة القهر ورفض الواقع الموجود. ولها اهداف إصلاحية حقيقية...

اما في حالتنا هذه، وقيام احزابنا بمباركة ورعاية حكومية.. لضمان وتكريس واقع موجود.. واستخدام شخوص لها تاريخ نضالي في التنفيعات، وشركاء في حالات التردي التي نعيشها.. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. وأحد اسباب الفساد الذي استشرى في البلاد، إما شركاء وإما غاضين للبصر.

ماذا تتوقعون من أحزاب لا يجرؤ القائمين على إنشائها الاشارة الى حالات الفساد.. فكيف سيحاربونها ويحاسبون من عاث فيها..

الحيــاة ستمضي.. والتاريخ سوف يسجل ان الاردن ينعم ويعيش حياة حزبية..

ولكن كيف سيكون الأمر ..!!

وهنــا أتساءل .. هل صدقتم، وهل صدقت الدولة انكم صدقتم، هل أصبح السير بالخطوات الصحيحة هو المهم، أليست المصداقية والقناعة هي الأهم؟.

تشرفت انا ومجموعة من اصدقائي.. وكنا قد اطلقنا على هذه المجموعة أسم "قعــدة الطــف".. بتلبية العديد من الدعوات لحضور لقاءات حوارية لترويج الافكار للعديد من الاحزاب.

لم نقتنع، ولم نشعر بوجود ثوابت حقيقية ورؤيا.. ولم نستقريء أهدافاً أبعد من الوصول للمقاعد النيابية، ومع ذلك قررنا إعطاء فرصة وإعادة التقييم بعد مرور الفترة الزمنية الكافية والحكم على الانجازات والزمن هو الحكم والقاضي العادل.

بإعتقــادي، لقد سرقـوا الحقيقـة.. وسرقـوا الحلـم.. وسرقـوا الشمـس..

وتركـوا لنـا "أحــزاب مــن ورق"..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :