الحسين ومشروع الحواضن السياسية الجامعية
د. حازم قشوع
27-07-2022 09:57 AM
وفق ارضية منهجية تقوم على تكريس العمل السياسي المبني على التنوع الفكري بين سمو ولي العهد الامير الحسين في اللقاء الذي جمع جلالة الملك وسموه برؤساء الجامعات اهمية ايجاد مشروع للعمل السياسي في الحاضنة الجامعية بحيث تبدأ أولى خطواته بوضع نظام خاص باقسام الدراسات العليا في الجامعة ليتم تعميمه وتوسيع مداه الافقي ليشمل مناخات الحرم الجامعي والذي يأتي كجزء من مشروع العمل الريادي الشبابي، وهو ما يستهدفه برنامج سمو ولي العهد باغناء النهج التعددي والمحتوى الثقافي الشبابي والذي يقوم على فكرة إنخراط الشباب في الحياة العامة والعمل السياسي .
وبهذا التوجيه الملكي والعناية الاميرية تكون الجامعات على موعد لاطلاق برنامج عمل تنظيمي وتوعوي يقوم على تحرك فاعل من ادارتها وحركة نشطة من طلابها يستهدف توعية الشباب في العمل العام ويعزز من مناخات إغناء المحتوي الثقافي الشبابي ليكون في حلته الوطنية والبرامجية بما يسهم في إنجاح برنامج العمل في الحياة السياسية، وهو البرنامج الذي بدأ بتطوير القوانين الناظمة للحياة العامة وافرد منازل محفزة للشباب في قانون الانتخاب والاحزاب واكد بالمضمون على ضرورة مشاركة الشباب من واقع تشجيعهم للمشاركة بميادين الحياة السياسية من باب العضوية الحزبية ومن باب الترشح للانتخابات النيابية كما المحلية.
سمو ولي العهد الذي كان قد اطلق عدة عناوين تبرز اهمية العمل الجامعي والعمل الطوعي في الثقافة الشبابية وتبين اهمية القبول بالرأي الاخر لاضفاء معاني التعددية وتعزز من روح المشاركة الايجابية المبنية على المسؤولية الوطنية والهوية الجامعة الاردنية وتراعي اهمية الانتقال بمشهد الحياة العامة من الهويات الفرعية للهويات السياسية وتغني من دور المؤسسة الحزبية البرامجية وتبين اهمية تمكين الشباب في الحياة العامة، اكد عبر هذا اللقاء الخاص مع رؤساء الجامعات على هذه العناوين التي تسمح بولادة مشروع سموه تجاه العمل العام والحياة السياسية وهو البرنامج الذي سيشكل عناوين جديدة للحياة العامة كونها تبدأ من القاعدة الشبابية الجامعية باعتبارها حاضنة الابداع وعنوان الابتكار والارضية الطبيعية للعمل العام التي توسع من حجم المشاركة الشعبية تجاه صيانة القرار وصياغته.
وبهذا المشروع النمائي والبنائي للحياة العامة يكون سمو ولي العهد قد وضع أرضية عمل ملائمة للحياة السياسية تبدأ من حواضن العمل الجامعي وتأسس لميلاد حياة سياسية واعدة يحملها الشباب من الحاضنة الطلابية الجامعية ويعمل على ابراز معانيها وحمل رسالتها تفاعلهم ونشاطهم، وكما يسهم في رعايتها الاستاذ المعلم ويقوم على عنايتها الادارة الجامعية التي بدورها ستقوم بتهيئة البيئة الملائمة للحياة السياسية والحزبية في البلاد، وهذا ما يضع على كاهلها حمل ثقافي بحلة سياسية اضافة الى حمل الجامعة في الاتجاه العلمي .
إن سمو ولي العهد وهو يطلق مشروعه النهضوي والتوعوي والاعدادي لصقل الشباب وتعظيم دورهم في الحياة العامة، إنما يرسي بذلك قواعد تمكين صلبة للعمل الشبابي كما للحياة السياسية، فإن سموه يتطلع لمشاهدة مناخات الاستجابة مع بدء العام الدراسي الجديد في الجامعات وفق برنامج معد لهذه الغاية على أن يأتي بمشاركة معظم روافع العمل السياسي في الحياة العامة وهي الارضية الاساسية التي ستشكل للحياة الحزبية ميلاد جديد في اطار مشروع الحواضن السياسية الجامعية .