امس انشغل الأردنيون بهوشة جامعة مؤتة، والتي اسفرت عن طعن 3 شباب، وبحسب مصادر طبية فان اصابتهم ما بين خطيرة وحرجة ومتوسطة.
اخبار الجامعات في بلادنا صغرت وقزمت ، وانا اطالع اخبارا لجامعات في دول مجاورة وبعيدة ، ويخرج عليك خبر عن اختراع لطالب ومدرس ، وخبر عن دراسة وبحث ، وخبر عن سبق علمي واكتشاف واختراع .
في الاردن ، اكثر اخبار الجامعات رواجا هوشات وطعن طلاب .. ولا ادرى لماذا وصلت الجامعات الى هذا المنزلق والانحدار نحو الأسفل ، ومعقول ان الجامعات لا تنتج اكثر من هوشة وعملية طعن ، واخبار مخدرات وتحرش ، وتزوير ابحاث وترقيات اكاديمية .
تشعر بالخجل من اخبار الهوشات ، ولماذا وقعت المشاجرة ؟ ولماذا طعنوا بعضهم البعض ؟ وما الاسباب وغيرها ، ولا اجد ان الناس معنيون في متابعة ومعرفة اخبار هوشة وعملية طعن .
صديق ، عميد شؤون طلبة في جامعة حكومية ، نصح رئيس الجامعة بتعيين مستشار لشؤون العشائر والعطوات والجاهات .. ويقول : اكثر ما يشغلنا في الجامعة الهوشات والطوشات ، وصارت الجامعات مسرحا للعنف ، وتقضي يومك في شؤون الصلحات والجاهات .
الجامعات في خطر واستعادة هيبتها لا تبدا من اصلاح العملية التعليمية والمناهج ، ولكن وقف شلال الدم ونزيف العنف الجامعي غير المقطوع .. وابناؤنا لا يذهبون الى الجامعات لكي يتعلموا ، ويذهبون ليتزودوا بالنعرات وفنون الهوش والمشاجرات وصناعة العنف ، والزعرنة ، وثمة فارق بين الزعرنة والبطولة والرجولة .
هناك امر غريب يحدث في الجامعات .. صرت لما تسمع خبر عن الجامعة اول ما تسال عن عدد الضحايا . كم هو موجع ومقلق حال الجامعات الاردنية ، ومصير اجيال من طلاب جامعات ، واقصى طموحهم في الحياة انتاج هوشة ومشاجرة .
من اعوام ، وتوالي انهيار منظومة التعليم الجامعي صرنا نلامس ونحس كم ان التعليم قد انحدر الى اسفل السافلين .. كنا نفاخر العالم بالجامعات الاردنية ، ونفاخر بالطالب والخريج الاردني ، واما اليوم تشعر بالخجل عندما تسال عن اخبار جامعات الاردن .
الاردن كبير وعظيم ، وجبل لا تهزه ريح .. ووطن كالوردة ، فلماذا نصغر ونهمش من قدرنا واسباب وجودنا ؟ ومعقول ان الاردنيين نسوا حواف الخوف على مصير ومستقبل وطنهم ، وانشغلوا اكثر بالهوشات والطوشات .
وهذا ليس الاردن الذي نحلم ونطمح ،ونمطع !
(الدستور)