لماذا قتل الأطفال الأبرياء ؟
د. بلال السكارنه العبادي
19-09-2010 05:33 PM
دماء تنزف وأصوات ودموع وحشرجات وبكاء وعويل وجثث مسجاة على الأرض وصراخ وطفولة بريئة تذبح بطريقة وحشية وصيحات إنقاذ ومشاهد درامية صباحية مع بزوغ فجر ذلك اليوم المشؤوم ، هذه الإحداث كانت جميعها في منطقة عزيزة على قلوبنا وهي السلط الشامخة لا لشي وإنما لعدوانية ام ووحشيتها التي أدت إلى القضاء على عائلتها بصورة كاملة إلا تلك الطفلة التي نجت من سكين وطعنات والدتها .
ومهما كان السبب فان ذلك لا يبرر ان تمزق أجساد أطفالها بسكينها الدموي وترتكب محزرة بشرية بمن يجب ان تحميهم وتكون لهم السند والآمان في هذا الزمان ، وتلك أختهم الطفلة المرعوبة قد فرت من تلك المتوحشة والتي اسمها امهم بحثا عن نجاة من موت محقق ، واي حياة ستحياها تلك الطفلة التي نجت باعجوبة وكيف لها ان تنسى تمزيق أجساد إخوانها والدماء وجثثهم الذين فقدتهم وتلك المشاهد الدرامية المؤلمة التي لم نرى مثلها إلا في أفلام الرعب الأمريكي ولكن في هذه الحالة بطريقة أردنية .
لا ادري كيف فكرت هذه الأم المجرمة في قتل أولادها بهذه الرعونة خاصة في أوقات الصباح الباكر فبدلا من أن تقوم بإيقاظ أبناءها وإعداد الحليب والشاي لهم أبت حماقتها إلا أن تجعل منهم جثث هامدة في مشهد دراماتيكي تجعل الإنسان يقف مشدوهاً أمام هذه الحالة من الاستغراب والاستهجان والاستفسار كيف لديها كل هذه الجرأة والبرود أن تقتل أبناءها بصورة بشعة تطاردهم في أرجاء المنزل بكل حقد وغل لقتلهم وليس لمداعبتهم ومضاحكتهم .
إن هذا النمط من الجرائم البشعة الغريبة على مجتمعنا والتي مهما كان سببها إنما تعبر عن حالات من الاستفسار والسؤال والبحث عن أسبابها مع كثرة الجرائم في الفترة الأخيرة وبنفس الطريقة سواء جريمة الرابية أو ابو علندا وخاصة الانتحار بصورها المختلفة والتي تستدعي من أصحاب الاختصاص والخبرة للتأمل بها ومعرفة أسبابها ودوافعها وهل نقص الوازع الديني وضغوط الحياة وتردي الوضع الاقتصادي يؤدي إلى قتل الأبرياء وهل قدرهم ان تكون نهاية حياتهم على يدي والدتهم خاصة ان هذه الجريمة البشعة يظهر بها معالم التخطيط المسبق لتنفيذها من خلال ساعة تنفيذها والأسلوب المتبع بها وإصرارها على ذلك والذي يظهر من خلال تمزيق أجساد أبناءها الأبرياء.
ويلاحظ مقدار المفارقة العجيبة ان كثير من العائلات محرومين من الأبناء وتحاول الحصول على طفل بأي طريقة بينما هذه المجرمة أضجرتهم بالدماء بقتل فرحتهم في الحياة ومهما كانت الأسباب الدافعة لارتكاب جريمتها فليس لها الحق في قتلتهم كما قتلت نفسها بل يا ليتها اكتفت بقتل نفسها واراحت عائلتها من شرها وحقدها ولا نقول الا رحمة الله على أولئك الأبرياء الذين قضوا غدراَ وظلماً ولا حول ولا قوة إلا بالله .
bsakarneh@yahoo.com