بعد المشهد الأخير من امتحان التوجيهي
فيصل تايه
26-07-2022 12:38 AM
في الوقت الذي انهت وزارة التربية والتعليم اليوم الاثنين الخامس والعشرين من تموز "يوليو" مجريات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٢م ، وأسدل الستار وطويت صفحة وانطلقت صفحة جديدة في مشوار العمر التعليمي ، غمرت الفرحة هذا اليوم ابناءنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة ، حيث شهدت ساحات المدارس وبواباتها احتفالات عفوية سادها جو من الانتشاء والسعادة، عقب انهائهم أداء آخر امتحان ، معربين عن ارتياحهم وتفاؤلهم ، في حين اطلقت الزغاريد والأهازيج الشبابية وحلقات الرقص والتصفيق والشعور بالتحرر من قيود الضغوط اثناء الفترة الماضية وهم في حالة استعداد للامتحانات ، كما وتبادلوا الأحضان والتهنئة بانتهاء هذه المرحلة من مراحل عمرهم.
اننا ونحن نتحدث عن انتهاء امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، والتي فرضت الكثير من المسؤوليات على كاهل وزارة التربية والتعليم، فكان من الضرورة الاخذ بالاعتبار الضغوطات والتأثيرات النفسية التي عانى منها ابناؤنا الطلبة على مدار العام وخلال فترة الامتحانات، فجاء الامتحان بالمستوى المأمول، وان اختلفت آراؤهم حول سهولة وصعوبة الامتحانات، لكنهم اتفقوا جميعا على ان الأسئلة من الكتاب والمنهج المدرسي، وهذا ما اكدت عليه مرارا وتكراراً وزارة التربية والتعليم، في ان الامتحان بني ليقيس كافة مستويات ابنائنا الطلبة، وبتوجيهات مباشرة من معالي وزير التربية والتعليم، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الامتحان البنيوية وإجراءاتها الفنية، والتي كانت بالضرورة لصالح ابناؤنا الطلبة لتاتي بأعلى درجات المهنية، اضافة الى تنفيذ الخطة الإجرائية المعدة من قبل إدارة الامتحانات، والتي تتضمن آليات فاعلة لضمان نجاح عملها والتسهيل على الطلبة تأديتهم امتحاناتهم بكل يسر وسهولة.
نعم، ان الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم والناظمة للعمل، هي إجراءات احترافيه لا بد من الإشادة بها فقد توارثها العاملون على مدى تاريخ هذا الامتحان الوطني، ولا تناط مسؤوليتها الا بدور الخبرة ، وثقتنا عالية بدار خبرة إدارة الامتحانات والاختبارات بوزارة التربية والتعليم ، والمشهود لها ذلك على مدى تاريخها ، فما يهمنا نحن الأردنيون المحافظة على السمعة الطيبة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، حيث جاء هذا الامتحان مستند على الخطوط العريضة الموضوعة والأهداف التربوية المأمولة، إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الأسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز ، ما يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الأردني.
إن وزارة التربية والتعليم وقد انتهت من هذا الاستحقاق الوطني، لا بد لها من مراجعة عامة وشاملة لكافة الإجراءات والخطط وتقييم العمل من مختلف جوانبه والتأشير بوضوح لنقاط القوة وتشخيص نقاط الضعف والبناء عليها، إضافة لضرورة تشخيص واقعي لحالة الصخب اليومي المفتعل، ومحاسبة كل من أساء لهذا الامتحان الوطني، من قبل "فئات قليلة" ، تلك الفئات التي استخدمت بعض منصات التواصل الاجتماعي ، وصنعت مشهدا كيدياً مغايراً للواقع، ذلك لمشاغلة الوزارة عن اولوياتها، ومحاولة ايقاعها في ارباك متعمد امام الراي العام، من أجل مآرب خاصة معروفة، وتناست ان امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة هو "جهد وطني" يشكل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، ما يعكس التطلعات والطموحات وتحقيق الامال وأهداف التربوية المنشودة.
اعتقد ان وزارة التربية والتعليم قد نجحت في اجتياز هذا العمل بكل همة ومسؤولية وفي هذا المقام نوجه تحيه فخار واعتزاز لمعالي وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي الاكرم، والى الأمناء العامين على جهودهم الطيبة المباركة وهم يجوبون الوطن من أقصاه الى أقصاه متفقدين سير العمل، ومطمئنين على سلامة الإجراءات، ولا ننسى تعب القائمين على العملية الامتحانية كافة، ونسجل شكرنا وتقديرنا للمساعي الحثيثة والمباركة لإدارة الامتحانات والاختبارات ولطواقم المراقبة والاشراف والمتابعة وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني ، ونثمن كل جهودهم الطيبة، وحرصهم على توظيف كل الإمكانيات لهذه العملية ، والاستعانة بكافة الكوادر الفنية التي عملت ما بوسعها، ولن ننسى إدارة الاعلام ممثلة بمديرية الاعلام في الوزارة التي رصدت وتابعت سير العمل ونقلت المشهد بتفاصيله بكل همة ومسؤولية.
وهنا لا ننسى تكاثف جهود الدولة الاردنية وأجهزتها كافة وبتوجيهات من اعلى سلطه لنجاح العمل، فالشكر كل الشكر لكل الداعمين لهذا العمل الوطني، وعلى راسهم وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الإدارة المحلية وكافة مرتبات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات، وهيئة شباب كلنا الأردن، وكل ما ساهم في هذا العمل الوطني.
بقي ان نشكر السادة أولياء الأمور على تحملهم وصبرهم ، كما ونتمنى لفلذات اكبادنا أبنائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة كل التوفيق والنجاح فكلنا أمل أن تجاوزوا هذه المرحلة بكل عزيمة وإصرار ، فهم أصحاب الهمة العالية وبإرادتهم سيحققون طموحاتهم.
وأخيراً فقلوبنا معكم وعقولنا دائمة التفكير بكم ونحن على ثقة انكم ستحصدون ثمرة تعبكم وتعب اهاليكم وجهودنا وجهودكم معا ، لنفرح سوية عند إعلان النتائج
ولكم أطيب الأمنيات بالنجاح والتفوق.
والله الموفق