ليس عبثا " وحاشى لله جل جلاله أن يفعل " , أن يقرن الخالق سبحانه بين الكفر والنفاق في خطابه العظيم لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم , إذ يقول عز وجل " وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا " صدق الله العظيم.
وبعد : فخلال خدمتي الطويلة صحفيا وفي أهم مواقع الدولة , تعرفت على عشرات النماذج من ممتهني النفاق لمن هم أعلى منهم مرتبة وظيفية ,ليس حبا بهم, ولا إخلاصا لهم , ولا حرصا على الارتقاء بالعمل العام , وإنما طمعا في الوصول إلى مبتغاهم كي يأخذ هؤلاء المسؤولون بأيديهم لتسنم صهوات مناصب أعلى.
والمصيبة , أن هؤلاء المنافقين يفوزون ويصلون , وعلى حساب حق من هم أكفأ منهم وأقدر ممن يستحون فلا يجيدون فنون النفاق الرخيص الذي يطرب له الكثيرون من كبار المسؤولين , ولا أعمم, كي لا أظلم, مخافة من ربي لا سواه , جل في علاه.
لا جدال في أن منسوب النفاق الرخيص في بلادنا , مرتفع ويمارس عينك عينك , مقارنة بدول تحكمها مؤسسية ومؤسسات ويمارس فيها العدل بأعلى تجلياته , والغريب العجيب أن مسؤولين كبارا كثيرين, يعرفون أن ما يقال في حضرتهم نفاق كاذب , ومع ذلك لا يردعون المنافقين طلاب المناصب والمغانم على حساب مصالح الوطن وعذابات الشعب وحاضر ومستقبل أجياله.
والنفاق في بلدنا مستويات شتى , يمارسه المنافقون كل حسب موقعه , صغر أم كبر ,فهم يستأثرون بالمسؤول الأول في مؤسساتهم , فلا يرى سواهم , يحبهم حتى وهو يعلم أنهم منافقون , يقولون بحضوره غير ما يقولونه بغيابه . وهنا أستذكر بعض هؤلاء المنافقين الذين كنت شاهدا على تزلفهم للمسؤول الأول وجها لوجه , وشتمه إن هو توارى عن الأنظار, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
النفاق دمار للأوطان ولحياة الشعوب , وهنا , أحمد ربي كثيرا, أنني كنت وما زلت أخجل من النفاق وأمقته , وكنت أدلي باستشاراتي بأمانة وصراحة تامة غايتها المصالح العامة للوطن , ولهذا ضاق البعض بما أفعل وفضلوا غيري عني حتى وهم يدركون بأنهم منافقون !.
الله قارن الكفر بالنفاق , من أمام قصدي .