كما عودنا عندما يتحدث مباشرة مع الناس أو للإعلام سواء العالمي أو الأردني، يضع الملك عبد الله الثاني خارطة طريق للمستقبل ويؤكد على تقييم الماضي، ويطالب الجميع بحث الخطى نحو المستقبل بسلاح الإصلاح والتحديد على كل المستويات.
حديث الملك أمس للرأي، كانت الرؤيا فيه واضحة للخطوات التي تأتي متلاحقة للوصول إلى ما يصبو إليه في مستقبل شعبه على كل المستويات، فعلى المستوى الاقتصادي، يظل الملك مصرًا على التحديث في هذا الجانب من خلال تشريع قوانين تجلب الاستثمار الاجنبي وتدعم المستثمر الأردني لأهمية هذا القطاع في خلق فرص عمل من شأنها التخفيف من نسب البطالة عند الشباب، ودعم الاقتصاد الاردني وهذا يقودنا إلى التأشير على الحرص الملكي على التهيئة الفعلية للشباب ليندمجوا في عملية الإصلاح، ويكونوا أعمدتها ليشاركوا في رسم مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة، والإصرار الملكي بدا دائمًا راسخًا في أهمية الإصلاح الإداري الذي يشكل القاعدة المتينة في بناء الاصلاح .
جاء الحديث الملكي أمس ليعيد التأكيد على أن الإنسان الأردني يحتل المساحة الكبرى في تفكير الملك والحرص على ضمان توفير حياة كريمة له، و لا يكتفي بالخطوط العريضة، بل يدخل بتوجيهاته بالتفاصيل، وكان لافتا أمس مطالبته أن يتوقف مسلسل الغلاء غير المبرر في السوق الأردني حتى يتمكن المواطن من تلبية احتياجاته لحياة كريمة.
الملك يتمتع بثقة العالم على المستوى السياسي لأنه يملك فهمًا عميقًا للأحداث في العالم، الأمر الذي جعل الجميع يدركون بأن هذا القائد يملك عمقًا بالفهم السياسي العقلاني المتوازن، لذلك يصغي له الجميع عندما يتحدث، وعلى المستوى العربي يعتبر الملك مرجعية أساسية في حل القضايا العربية لخبرته العميقة بالوضع العربي وتعقيداته ومواقفه المعتدلة إزاء كل أطراف قضية مثار خلاف. وعليه، فإنه لا يزال يؤكد منذ ما يقارب الربع قرن بذات الموقف الذي لم يتغير بأن الأردن بقيادته لن يتخلى أبدًا عن حمل الملف الفلسطيني وسيظل يدق ناقوس الخطر للعالم ما دامت الحقوق الفلسطينية مغتصبة وما دامت العراقيل توضع أمام إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتأكيد مسؤوليته التاريخية في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
الملك يصر دائما أن لا يكون الاردن مع طرف ضد طرف في أي خلاف في المنطقة و الإقليم و يسعى دائما لحل الخلافات بالحوار المتأني العميق. و هذا كما أشرت أكسبه ثقة و احترام كل الأطراف. الحوار الملكي أمس إضافة إلى كل القضايا و المحاور العميقة ذات الأهمية البالغة التي ركز عليها كان إشارة واضحة على أهمية الصحافة اليومية و أن كل من يظن أنها في طريقها للإندثار ظنه آثم و واهم. وجاء الحوار الملكي أمس بمثابة الدعم الواضح لهذه الصحافة التي حملت رسالة الاردن على امتداد أكثر من خمسين عاما ..