في كل صباح يوم يفيق السدنة ويبدأ اللهاث على سدانة المحراب، موالي لهذا الصرح الخالد، فقصي بن كلابٍ يتوسطه وعبد الدار يحرسه وشيبة الاوقص يزينه جودا ورب العرش كافله محراباً يذود عنه الاسيادُ ولم يهنوا، وها هم أحفاد شيبة باقون على عهدهم المقدس.
وفي مكان آخر وزمان مختلف يقوم على المواخير رعاة احترفوا حمل الحقائب والبشاكير الجديدة، قوم ليسوا أمناء على انفسهم فكيف اصبحوا سدنة أوطان وبلدان ودُفعت لهم الراية، ولو ملكت تلك الراية لسانا وبيانا لعبرت بكل لغات الدنيا أنها لحملتها كارهة ومنهم براء.
تفسدون كل جميل وتنهبون المتاح وغير المتاح وتعبثون بأركانِ وطنٍ عمره بعمر الدهر، صدقوني ونحن نعرفكم وما انتم الا رهط من قراصنة بحر أو مماليك بحر، وكبيركم طالح وصالحكم غائب، وما أنتم وآباؤكم الا فتيان برج على فتات تقتانون فسادا وغيثكم عيث أذل العباد وأهلك أهل الدار والأساس.
انتم يا مجموعات الـComprador classes يا ممثلي الخارج بالداخل، يا صدى نهيق الغرب في الشرق، يا دعاة الحرية اللقيطة والحريات المنقوصة المقصوصة، ويا وكلاء الخواجا، يا أهل الدفاع المرتد والمرافعات المُعلبة المشتراة من أسواق النخاسة والتياسة، يا خراصين الذاريات وفئران زواريب السفارات وبقايا الحجرات وأكثركم لا يعقلون ، يا حملة الملفات المشبوهة بالألوان القزحية ، يا كتبة الأعمدة المتهاوية يا مرددين أناشيد البغي ودعاة تحرير الخصور والنحور.
نحن خلعنا عصور الجهل والظلام وطريقنا ألفنا علاماته وتعرجاته وهو ألفنا من كثرة السقوط والقيام على ثراه الأثير وعهدنا قد أشرف ترونه بعيداً ونراه قريبا ، بدأ الصحو يطرق ابوابنا المؤصدة والوعي يعتلي افكارنا الحبيسة، أما انتم فغبار طريقٍ شارفت نهاياته وانقشعت ذراته فلكل ليل صباح ولكل عزاء نواح.
يا شعب الوعي الأمتن كفانا صمتا ومداهنة كفانا طيبة ومراهنة، أما آن الأوان لنفض غبار السنين بلى ورب السبعين.
أما أنت يا سلطان السلاطين يا حر يا أمين ألا تسمع الانين!!!!! ثلة من المنتفعين لا تسمع إلا منهم ... فيحجبون عنك الصوت الحزين ويصنعون لك من الوهم طين فلا بناءٌ منهم يرجى ولا تسنيم ، إلا حجارة من سجيل ترمى على رؤوس القوم الآمنين وكل من حولك يقول لك مولاي الكل تكميل.