تشكل مملكة البحرين ثغرا من ثغور الأمة العربية، ورافداً أساسيا من روافد الأمن القومي العربي. فبالإضافة لموقعها الاستراتيجي في الخليج العربي، وأهميتها لأمن الجزيرة والخليج العربي بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، فان للبحرين مكانتها الخاصة عبر تاريخ الدولة العربية الإسلامية، بدءاً من دولة المدينة المنورة الإسلامية وحتى يومنا هذا. ومنذ استقلاها عن الاستعمار البريطاني في عام 1971، بعد انسحاب بريطانيا من شرق السويس وإخلائها المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية لملء الفراغ السياسي والعسكري، ودولة البحرين جزء من المنظومة الأمنية العربية، وتشكل معطى مهما من معطيات الإستراتيجية الأمنية العربية.
كما تعتبر دولة البحرين من الأقطار العربية الناشطة في مجال العمل العربي المشترك، وتفعيل مبدأ التضامن العربي، ولها دورها في مؤسسة القمة العربية وعضو مؤسس وفاعل في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة لكونها عضواً فاعلا في المجتمع الدولي، ومؤسسات التنظيم الدولي وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة.
أسوق هذه المقدمة بعد أن قامت الأجهزة الأمنية البحرينية بتفكيك شبكة « تآمرية» أقل ما يقال عنها أنها « مجموعة خارجة على القانون والقيم والعرف والعادة للشعب العربي البحريني»، تهدف هذه الفئة الضالة إلى النيل من إستقرار مملكة البحرين وتهديد السلم الاجتماعي والإرادة السياسية للشعب العربي البحريني.
لقد جاءت هذه « المؤامرة» ومملكة البحرين في سباق مع الزمن للتحضير لعرسها الوطني الديمقراطي المتمثل في الانتخابات البرلمانية والبلدية وذلك في الثالث والعشرين من تشرين الأول- أكتوبر 2010 ، مما يعكس مدى ضلالة هذه الفئة التي خططت لهذا العمل المشين ، وبعدها عن إدراك المفهوم الحضاري للديمقراطية والمشاركة السياسية واستيعاب مضامينهما وأهدافهما.
وبالرغم من إدراك مملكة البحرين لثقافة « التقية» التي تقف وراء هكذا « دسائس» ضد الأمن القومي العربي ، خاصة أمن جزيرة العرب، ونظراً للظروف الأمنية والسياسية التي يعيشها النظام العربي، فإن مملكة البحرين، وبحكمة العارف وبعد نظر المستقريء رأت بأن المصلحة الوطنية والعربية العليا تقتضي الابتعاد عن التصعيد ومعالجة الأمر بمزيد من العقلانية والصبر.
إن هذا التصرف غير المسؤول لهذه الفئة غير الرشيدة لا يشكل تهديداً لأمن وسلامة مملكة البحرين فحسب بل يمثل تهديداً للأمن القومي العربي، ويعتبر سلوكاً غاية في الخطورة على الأمة العربية، ويعرض السلم والأمن الإقليمي والدولي للخطر.
بالإضافة إلى أن هذا النوع من السلوك سيقود إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، والتي تعتبر من أهم المناطق الإستراتيجية في عالمنا المعاصر، ليس لبعدها النفطي فحسب، بل لموقعها كحلقة وصل بين حضارات كل من الشرق والغرب.
إن الأمة العربية لن تسمح بتعرض أمن وسلامة واستقرار دولة مسالمة لها دورها في الاستقرار الإقليمي هي مملكة البحرين. وليعلم هؤلاء ومن ورائهم، بأن الأمة العربية أمة حية ، وتعيش باستمرار في بعث متواصل ومستمر، منذ فجر تاريخها، مروراً بمشروع محمد علي الكبير وابنه إبراهيم باشا إلى ثورة الحسين بن علي الكبرى..إلى المشروع القومي الناصري.....إلى المشاريع الوحدوية المتوالية والتي سترى النور ذات يوم، بالرغم من تراجع المد القومي العربي في يومنا هذا.
حمى الله مملكة البحرين، الأرض و الشعب والملك، وأبعد عنها كل اِلأشرار و»تقياتهم»، وهدى الله الجارة» إيران» الجائرة على قيم الجيرة .
almajali74@yahoo.com
الرأي