ماذا بعد حديث جلالة الملك ؟
السفير زياد خازر المجالي
24-07-2022 02:32 PM
أحسنت جريدة الرأي بوضع حزمة متكاملة من الاستيضاحات أمام صاحب القرار ليكون حديث جلالته واضحاً جلياً ويقدم إجابات دقيقةً حول مجمل القضايا الوطنية والإقليمية.
سطور إجابات جلالته واضحة، ومتروك لذوي الألباب قراءتها والاستفادة منها، ولا يسعني هنا إلا أن أعرّج على ملاحظات هي قراءات شخصية لما بين السطور ومحاولة تفسير بعض المغازي لإجابات جلالته.
- بداية ، يقول المثل الأردني المتفائل (في كل تأخيره، خيره) ،ولعل تأخر الإعلان عن إنجاز العمود الثالث في عملية التطوير بعد السياسي والاقتصادي ،وهو التطوير الإداري يدل على أن النتائج المتوقعة هي أكبر من خطوات إدارية إلى ما يضع بنية جديدة لمؤسسات عديدة للدولة ، ومعنى ذلك أنه عند اكتمال ثلاثية التطوير السياسي والاقتصادي والإداري فإن جلالة الملك يعلن بصراحة : بدء بناء الأردن الجديد، ويؤكد جلالته بأنه لا مجال لمزيدٍ من الانتظار.
- إن ثلاثية التطوير السياسي والاقتصادي والإداري واضحة المعالم، والمرحلة الجديدة تتطلب دفن سلبيات الماضي بعد الاستفادة من دروسه، ولكن مرحلة الانطلاق الجديدة يجب أن تتناسى أصوات المشككين، وتكون سيادة القانون كما في الورقة النقاشية السادسة مظلة الجميع للتحرك في المرحلة القادمة.
- لقد تعالى الملك الهاشمي عن نقد ممارسات بعض الصالونات السياسية السلبية، واعتبرها اختلاف آراء، وأمر صحي وحق للجميع في نقد الوضع الحالي و ضرورة تغييره.
ان سعة الصدر الهاشمية هذه يجب أن تكون درساً لنا جميعا وخاصة من هم في مواقع المسؤولية، لتقبل الرأي الآخر لما فيه مصلحة الوطن.
- وعندما يشير جلالته إلى أنه يريد للرؤية الاقتصادية أن تنقل الأداء الحكومي من (الانشغال اليومي إلى العمل الاستراتيجي) فإن ذلك يؤسس لتلبية مطلب شعبي دائم بأن يعود عمل الحكومة والوزراء لأكثر من الأداء الإداري اليومي، وليعود منصب الوزير إلى واقعه كمنصبٍ سياسيٍ ،وليس إداريٍ فقط .
وعندما يتوافق ذلك مع التطوير الحزبي ووصول الأحزاب السياسية ببرامجها إلى موقع المسؤولية فيتكرس نتاج ذلك الوظيفة السياسية لمن يشغل منصب الوزير، في إطار العمل التضامني لحكومات تلتزم مصلحة الوطن، و تبني على المنجزات في بناء متواصل وفق رؤية اقتصادية وبنية سياسية لأردن الغد الأفضل.
- لم يخفِ جلالة الملك أن المرحلة القادمة ستتضمن جهودا من الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالته ومع بعض الأشقاء والقوى الدولية الفاعلة لإعادة الحياة إلى عملية السلام، والوصول لقاعدة مستجدة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومن الواضح أن نوايا جلالته ستتجاوز معضلة (الانتخابات الإسرائيلية المتتالية) فالتفكير ربما يهدف إلى وضع آلية جديدة غير قابلة (للتجميد) كما حصل منذ عام 2014.
- من مجمل إجابات جلالته يتضح ان ايمانه مطلقٌ بقدرات الشباب الأردني ودورهم في بناء أردن المستقبل، وهذا يجب أن يدفع الشباب للثقة والإيمان بقدراتهم، وأن لا يكونوا فرائس للأفكار الإنهزامية، فأردن الغد هو للشباب ، هم غايته ولكن هم أيضاً وسيلةَ تحقيق هذه الغاية.
وإذا كان جلالة الملك أكد على سيادة القانون لصيانة نتائج المسارات الثلاث السياسية والاقتصادية والإدارية، فسيكون ضروريا أيضا الإشارة إلى الورقة النقاشية السابعة، ولضرورة تطوير التعليم لما يمهد لتغيير وتطوير حالتنا الثقافية، ولتصون الأجيال القادمة استمرار تطور الأردن الجديد.