الطبيعة ملهمة للريشة والقلم وهذا ما يطلبه كل مفكر.. الخلوة والتأمل، فكلاهما يأسران صفاء الذهن ومكنونات الجمال، وحينها فقط يندمج المغامر مع كل هذا السحر فتصبح جزء من ذاته.
الفنان عمرو أمين هو فنانٌ مصري، وُلد في أرض الكنانة والتاريخ، وقد شده ما نشرنا من الصور ونصوص المسارات في ربوع أردننا الجميل، وقد أُلهمت ريشته ليكون جزءاً من حكايةٍ يومية في "يوميات عاشق" والتي دُئبَ على نشرها منذ أكثر من عامين، مجسداً بها العلاقة بين المرأة والرجل بلوحات درامية لاقت إقبال كبير وجدل من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي منتهجاً فيه الأسلوب التعبيري البسيط.
وفي مجموعته التي تناولت مسارات ذي الأحاسيس الصادقة والنابعة من القلب، حيث أنها وُلدت بين أحفاد آدم وحواء في رحم الطبيعة حين لا يشوبها أي زيفٍ، بعيدٍ عن كامل تفاصيل المدينة وصخبها، وبرؤيا فنية ما بين المكان والانسان والملامح الصادقة بانفعلاتها وبأسلوب حديث ألا وهو الفن الرقمي (Digital Art)، ملامساً بها نبل المشاعر بين المرسوم والمتلّقي وبعيداً تماماً عن الكركاتير والفنتازيا بنظرة فكرية خارج الصندوق، ومن ضمن أعماله؛ مسارٌ ليليّ حيث أن المصباح يضيء الطريق وبالتعاون المشترك في كل خطوةٍ كخطوة الانزال الجبلي وما بعدها، وأخذ عدة لقطات وصور تحاكي فرح الظفر بالنجاح وذلك حينما كانوا بالقرب من الشلال ذي الصخور الملونة المحاكي لطبيعة أودية البحر الميت، وبجانب ذلك؛ رحلة الطريق الطويل التي كانوا يتلذذون بها من خلال تقاسمهم الشطائر وتعاونهم المشترك دوماً.
كما غدت هواية المشي والترحال جزءٌ مهم من الحياة اليومية للكثير وملاذاً لهدوء النفس وخلوتها بعد أسبوعٍ شاقٍ من ضغط العمل، فما أن ينتهي يومهم -حيث قطعوا به عشرات الكيلو مترات- حتى بدأ عدتهم للمسار التالي واستكشاف جديد في غياهب المجهول بكل احترافية، وما يتلزم من أدوات وتجهيزات وملابس تناسب الأودية والصحرا أو التخيم بجوف جبلٍ تحت قبة السماء، وبمختلف الظروف الجوية على مدى أسابيع من العام، لتصبح صناعة جديدة في عالم السياحة الحديثة، وهو ما جسده أمين محافظاً على البساطة ومحاكي رهفة الحس بلغة تكويناته و ثبات لونه المناسب لجميع الأطياف بلغة العين عبر الحدود.
وفي عالم الترحال والتجوال، حيث هناك ستجد روح عالية من نقاء الحياة الأسرية، والتعاون بين جميع أفراد الفريق ممن تآلفت قلوبهم بعيداً عن الأنا لتحقيق أهداف الرحلة والظفر بمتعة الاستجمال وسحر الطبيعة وختامها بسلام، والمواظبة على النشر اليومي جعل لدية القدرة العالية على اختزال الفكرة وتبسيطها براحة بصرية وتفاصيل مفهومة، تطبع بذاكرة المتلقي وهذا من مقومات العمل الفني الناجح.
ويشار إلى أن الفنان عمرو أمين خريج كلية التربية الفنية بجامعة حلوان المصرية، وقد عمل كمصمم جرافيك في أكثر من وكالة، كما رسم كتب للأطفال والتي نُشرت في وطنه، وهو فنان أستوري بورد بعدد من الدول، حيث قدم عدد منها على صفحات مجلة العربي، إضافة إلى أنه هو من يُعد ويُقدم برنامج المرسم، كما أقام معرض "يوميات عاشق" في جاليري هالة بمدينة نصر.