نقرأ في مُجمل إعلامنا ، ومقالاتنا ، وكتابات الصّحافيين ، ونشاهد عبر الشّاشات , هنا وهُناك , أردنّ " المالديف " أو كوبنهاجن الدينمارك !
وكأنّ المواطنين الأردنيين يتقاضون رواتب لوكسمبورغ في أوروبا الغربيّة ، لا نحتاج الحقيقة بأكملها , خوفاً من كناية الجّرح ، لكن نصف الحقيقة ، بوصلة للوصول ، حتّى لو لُغزاً .
الفقر ، لا يؤلم من بجيبه ديناراً ، لأنه يستطيع أن يشتري بذلك حاجة لطفلة الصّغير , والبطالة التي تنهش بشبابنا ، وتقتّل من طاقاتهم ، أصبحت جزءاً من الزّاءدات ، نتغنّى بها ولا نعلم عن نوع الألم الذي يسكن صدورهم, وبآبائهم وأمهاتهم ، فأصبح إنكسار إبن العشرين عاماً ، سهلاً جدّاً ، حينما يطلب ثمن "لفّة" الفلافل من والده ، لأنّ نفسه أصبحت تراوده على الغربة ، وأنه يموت ببطئ شديد .
إرتفاع الأسعار ، البنزين ، والمواد الغذائيّة بمجملها، وغيرها من السّلع ، التي باتت منهكة للشعب الأردنيّ , وسبيلها الوحيد جيب المواطن الذي يخاف أن يسعُل خوفاً من الحاجة إلى ثمن الدّواء .
الحكومة تبشّر بقادم ، وتخوّف من القريب الذي لم يأتي بعد ، لو أتيت على عشيرة واحدة ، تجد المحاميّ والطبيب والصّحافيّ ، والعسكري والمتقاعد والحرّاث والمزارع ، كلهم يتشاركون في الأمر ، ولا يقبلون على إنتخابات بلديّة أو نيابيّة ، إلّا ويعرفون ماهية مخططاتهم وتحركاتهم ، وأمرهم وشأنهم واحداً ، يعملون بإنتظام فيزيائياً وحركيّاً ، ولا يقف أيّ شخص للحديث داخل إجتماعاتهم إلّا بمشاورة من يقربوه ويعرفوه ، ونحن نعلم ذلك وشاهدناه وسمعناه .
كيف تسير " الحركة" اليوم داخل الحكومة تجاه مشاريعها ، وكيف يتم معالجة القضايا ، وما هي الآلية لا نعرف ، لكننا نعرف أن الوطن ينزف , ويتابعه أبناءه من الخارج بحرقة ، وتنتابهم الغيرة على ما يرونه في غربتهم .
هذا جزء بسيط من معاناة الشّعب ، الذي إعتاد على التّنظير ، ويخسر مرّة تلو الأُخرى .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.