فاذا كانت الدراسات العلمية اخذت تؤكد ان البشرية دخلت في الثلث الأول من عصر الاضطراب الذهني فأننا امام مشهد جديد بكل عناوينه ومفرداته وهو المتغير الذى يعتبر متغير مركزي إن لم يكن متغير تاريخي هذا لان تيارات التحديث يتوقع ان تكون متسارعة جدا والزمن بين المساحة والمسافة سيصل للحد الصفري.
كما ان ثلثي الوظائف ستكون متغيرة عن ما عليه الحال في المادة العلمية التي تدرس في المدارس والجامعات بسبب احتياجات الاسوق الجديدة وهذا يعنى ان هنالك مجتمعات لن تدخل في الحاضر المعلوم بل ستبقى في عناوين التاريخ المبني للمجهول.
من هنا كانت الأمانة المعرفية تحتم علينا لحظه استدراك نقف فيها عند الحقيقية ولا نبني نظرية تقام على صور انطباعية هذا ما تقوله تقارير مستقبل الوظائف التي جاءت بمؤتمر دافوس الاقتصادي فالعالم دخل الى طور معرفي جديد.
واذا كانت اوبر قد غيرت في اليه استخدام وسائل النقل وأصبحت تقدم نهجا جديدا في التعاطي والتعامل المنهجي ونت فلكس تغير من سوق الاعلام وامازون وعلى بابا تتخطى الواقع في عملية تسويق المنتجات وهو بالتأكيد ما سيؤدى الى تغيير في السياسات العامة للبنك الصندوق الدولي وهو ما سينعكس على كيفية انشاء البنيه التحية اللازمة لتسويق المنتجات وتامين وصولها لا سميا وهذه الجهات الدولية التي قامت من اجل انشاء البنية التحية اللازمة للوصول بالعلامات التجارية الى مستهلكيها وهو ما يعد تحول ضمني سيقوم بتغيير نظام الضوابط والموازين العالمية في ظل وجود محددات جديده لقطاع الاعمال.
ان هذه الأفكار لم تكن لتوجد الا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وعلوم هندسة البيانات واستخدام الحوسبة السحابية وهندسة الروبوتات وهى التقنيات العالمية التي جعلتنا نعيش في مناخات الجيل الثاني ولا نقف على أبواب الجيل الأول في عصر الثورة الصناعية الرابعة وهو العصر الذى جاء بعد الثورة الصناعية الاولي التي اكتشفت فيها البشرية الطاقة البخارية والثانية التي جاءت مع الكهرباء والثورة الثالثة التي جاءت نتيجة ابتكار الكمبيوتر والثورة الرابعة التي أعلنت بالمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2016 والتي تعرف بثورة التحول الرقمي او ما يعرف بالصناعة المعرفية .
فاذا كانت صحيفة تيليغراف البريطانية تتنبأ ان 40% من الوظائف سيكون شاغليها من الروبوتات في عام 2040 فان هذا يعني في المحصلة التركيز على علوم البيات وعلوم هندسة البيانات والذكاء الاصطناعي فهي العلوم التي ستصبح مستهدفه وهو ما ذهب اليه ولي العهد الأمير حسين عندما قال ان من يمتلك الذكاء الاصطناعي وعلومه سيمتلك العالم باسره فان الحاضر الذى نعيش فيه يقوم على ثورة التحول الرقمي وهذا ما ببنه الرئيس جو بايدن عندما قام بتخصيص برنامج تفعيليه تقوم على الكمتيرول واخذت ادارته تقوم بالتحضير للثورة الصناعية الخامسة التي تقويم على امكانيه التعايش بين الريبوت والبشر وبذلك تكون البشرية قد أدخلت بمنازل لا نقف عليها وعلوم هي ليس بأيدينا.
واذا كان بل غيتس متخوف من المستقبل المنظور ويقول ان على الانسان ان لا يفقد انسانيه في رحلة تطويره لذاته بعلوم الذكاء الاصطناعي فان بل غيتس كان يتحدث عن حاضر يقراءة وان كان لدينا يقع في درجة المستقبل الذى نجهله الامر الذى يحتم علينا قراءة المشهد من جميع جوانبه والعمل على إعادة تموضع شامله تشمل المناهج المعرفية والعلوم العلمية والإدارية والإنسانية وما تشملها من سياسات وقوانين وأنظمة.
ان العالم وقد اخذ يكون منازل بل ومجتمعات جديدة لا تقوم على الجغرافيا السياسية والوجاهية التقليدية بل تقوم على نماذج معرفة بتطبيقات افتراضية لا تخضع لشرعية القوانين المحلية بل تشرعن قوانينها من باب النفوذ الانطباعي وهى القوة التي استطاعت ان تغير أنظمة وتشيطن نماذج وتبرز أخرى من باب المحاكاة بالتجربة والبرهان وهو العالم الذى ندخل اليه ونتعامل معه ومع ادواته التي لا تستند لمحددات ثقافتنا المعلومة والموصولة التي كنا قد نلناها.
من ارثنا وهو العالم الذى بدا يكون منازل جديدة تقوم عليها اطوار الصناعة المعرفية وهى الاطوار المحاطة في بيئة ثقافية حداثية وعصرية فان الاشتباك الإيجابي او السلبي معها يتطلب تنفيذ فكرة الأمير الحسين بمشروع للصناعة المعرفية.