قفْ بالطفيلة واشربْ كأسها العَذِبا
وانثر قصيدَك فوق العِيْصِ منتصِبا
واتلُ على السِّلْع آياتٍ مرتلةً
هذي شبابي وشيبي إنْ هُما انسكبا*
منذ مدارج الطفولة ولدت وولد معي حبي للطفيلة، هذي المحافظة المنسية في مخبئها السري الذي لا ينبغي لمن يصلها إلا أن يحبها.
فهي تاريخ ضارب في القدم منذ عهد الرسالة المحمدية و قبل ذلك بكثير ، فالطفيلة التي كانت جزءا من مملكة آدوم ومن ثم حكمها الانباط هي قصيدة يعربية كلها قومية ووطنية.
الطفيلة ساحرة تنام باكراً ولكنها تعشق من يغفو وهو ساهر هياما بها فهي تقدم الكثير ولا تطلب شيئا بالمقابل بالرغم من حاجتها للكثير الكثير، الطفيلة وفيها من الخيرات التي حباها الله فهي أيضا مصدرا للزنود الفتية السمراء التي تحمي الوطن وتبنيه ونفتخر بهم ،وفيها من حملة الشهادات العليا من هو متميز أينما ذهب .
الطفيلة فيها نخوة و شهامة وفيها معادن طبيعية أكثرها أهمية الإنسان المنتمي لهذا التراب.
"الطفيلي" النشمي الذي لا يغدر والذي يحبه الآخر أينما تواجد فهو كتلة من الشهامة ممزوج من طيب وقسوة مخلوطتان بطريقة تعجب لها تزينها فكاهة يحاول أن يزيل بها ما خطته الأيام من تعب ليس فقط على أجساد أبناء هذه المحافظة بل على المحافظة نفسها.
ربما لم تكن بلدة تعج بالتجارة لكنها بلدة آمنة وربها غفور، لكن تجارتنا رابحة دوما بمحبة الوطن وأهله.
كم أفخر عندما يسألني أحدهم ذلك السؤال المتكرر الذي يحتاج مني دوما لرواية قصة "إسمي الأعجمي" ويلحقه ب "ومن الطفيلة؟؟" وأجدني سعيدة بأن الطفيلة دوما ترافق إسمي أينما حللت.
الطفيلة عشقها يتجدد كلما زارها ابنها ليجد فيها ملاذا من ازدحام العاصمة.
*الشاعر خليل الرفوع