عند مراقبة الحراك الملكي الدائم والذهاب خلف رسائل جلالته المشفرة والواضحة كل الوضوح في آن معا نستطيع ان نقول انه لا يمكن لاي مراقب موضوعي ومحايد لهذا الحراك يستطيع ان يحتوي دينامية جلالته وولي عهده الميمون في سياق الاحتواء الشامل لانه ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية كان حاضرا في قدرته الاستشرافية والتي اثبتت نجاعتها.
اذن فنحن وبكل صدق ملزمون في مراقبة كل صغيرة وكبيرة يطلقها جلالة الملك على الصعيد الاعلامي الدولي او على الصعيد المحلي او من خلال لقاءاته المستدامة مع ابناء هذا الوطن وذلك لان هذا الحراك اينما وجد يصنع خارطة طريق محلية واقليمية ودولية.
ففي زيارته ولقائه مع العشائر ومؤسسات المجتمع المدني لبدو الشمال وضع جلالته خارطة طريق تبدأ من انه لا بد من تطوير التنمية وخاصة الزراعية لبدو الشمال من خلال ما يمثلونه من نخبة قادرة على ان تكون جزءا لا يتجزأ من منظومة التكامل الوطنية الشاملة.
ففي سياق تلك الزيارة نوه جلالته ايضا الى اهمية دور النخبة في رفع مستوى تطور المسؤولية المجتمعية من خلال الوقوف بشكل جذري ضد الابواق المشبوهة وضد المشككين والانعزاليين الذين ما زالوا يرواحون المكان ويخشون التطور والتغير رغم انه سمة من سمات الوجود.
وفي سياق خارطة الطريق وتماهيا مع بدء الدوره الاستثنائية لمجلس النواب بعث جلالته برسالة بان ما نصبوا اليه هو تشكيلات برلمانية كتلوية برامجية ترتكز عليها الكتل النيابية ضمن اطار برامج تجمع كل المتوافقين حولها حتى تؤسس لبناء الكتل الحزبية البرامجية في سياق تشكيل هياكل المجالس التشريعية.
هذه ايضا رسالة وخارطة طريق يجب ان ترتكز عليها الاصطفافات البرلمانية القادمة للخلاص اولا واخرا من التركيب والفك والفك والتركيب للكتل البرلمانية والذهاب بعيدا عن الاطار التقليدي لتشكل الكتل القائم على موسمية الوجود وهلامية استقرارها ضمن اطار محاصصات شكلية وشخصانية.
ان خارطة الطريق والتي بعث بها للشعب الاردني هو الابتعاد كليا عن الاليات التكتيكية للدبلوماسية الاردنية والوقوف واسناد الدبلوماسية الاردنية انطلاقا من ان الاردن وتحت قيادته الحكيمة لا يمكنه التزحزح قيد انملة عن الثوابت القيمية للدبلوماسية الاردنية المنطلقة من محورية القضية الفلسطينية واهمية التكامل العربي وهو ما اوضحه جلالته عندما تطرق الى لقاء جده والذي وصفه جلالته بانه لقاء قمة ناجح اعاد التذكير باهمية التكامل بين الاشقاء لمواجهة الكوارث الاقتصادية العالمية والتي بدأت تضرب بعمق الاستقرار السياسي في اوروبا.
انطلاقا من ذلك ايضا اوضح جلالة الملك ان حدودنا الشمالية أمنة من خلال يقظة اجهزتنا الامنية والتي نبعث لها برسالة اعتزاز وتقدير مبينا جلالة الملك ان العبث بالحدود السيادية لوطننا الحبيب هي خط احمر غلظ وبالتماهي وبالتوازي مع القوى المؤثرة على حدودنا الشمالية بالتنسق والتواصل مع روسيا والجمهورية العربية السورية حول ما يحدث من محاولات للتسلل عبر حدودنا السيادية في الشمال.
اذن كما اسلفنا سابقا لا يمكن ان نستطيع اللحاق او التوازي مع دينامية جلالته وحراكه الدائم والمستدام من اجل مصلحة شعبنا الاردني العظيم فقدرته الاستشرافية عجز عنها كثير وكثير من المتخصصين في العمل السياسي والدبلوماسي لذلك فنحن نتطرق لتوضيح بعض ما استلهمناه من جلالة الملك فاردنا ان نقول ان لقاءات جلالة الملك في مساحة الوطن الجغرافية وحكمته على الصعيد الاقليمي واحترامه كحكيم من حكماء هذا العالم والذي بات يبتعد كل البعد عن الانسانية التي يتعامل بها جلالة الملك من اجل ضبط ايقاع السياسات الدولية وتحولاتها فهو الرجل الذي وقف امام العالم بان حل المشاكل والازمات دولية الطابع لا يمكنه ان يحقق نتائج الا انطلاقا من الحل الشمولي المرتكزة على ما قاله ويقوله جلالة الملك بشكل مباشر او غير مباشر بانه آن الاوان لانسنة السلوك السياسي للدول ضمن اطار محورية الانسان بغض النظر عن لونه وعرقه وانتمائه الطائفي والايديولوجي وهو ما نعنونه دائما بان الكيل بمكيالين في التعاطي مع السياسيات الخارجية والدولية سيكون بكل تأكيد ليس حلا للازمات انما ترحيل لها مما جعل البعد الامني بشقيه الامني والغذاء محورا يجب التكامل الشامل لفك شيفرته دون تردد او سكون.
كل ذلك يثبت ان جلالة الملك حاضر دائما ضمن اصغر التفاصيل وصولا الى التفاصيل الكلية.
الرأي