تحرك بلا مضمون راشد، وحركة متصلة لاكتشاف طريق السلامة، وحراك سياسي يعمل بلا هوادة، يؤكد الوجود، ويعمل وفق نظرية المجسات السياسية والاستخبارية، وهو يأتي من دافع أن الغوص لا شك انه وارد، لكن قياس عمق البحر واجب تفرضه مقتضيات السلامة العامة التى تبدأ بالمدة وتنتهي بتحضير الادوات اللازمة للبقاء في عمق الشدة.
تلك هي، سمات المشهد وخلاصته كما وصفها احد السياسيين والتي تأتي بهدف الاسترشاد لتحديد بوصلة الاتجاه وعنوان التوجه اما موضوع رسم المواقف وترسيم مسارات الاصطفاف فهو موضوع ليس بأذهان أحد فلا الجغرافيا غدت ارضية لبناء موقف لعمل موحد ولا العرقية بات منطلق لتحقيق هدف الوحدة ولا حتى المذاهب اصبحت تشكل عناوين القضية واللغة التي يفهمها الجميع هي لغة المصالح والمصالح فقط.
فلا بجمع الروسي الارثوذكسي ولا الايراني الشيعي اوالتركي السني مذهب عقدي لكن وحدتهم سوريا العربية التي اجتمعوا من اجل اقتسامها دون حضورها فهذا يتحدث عن اهمية توحيد ترابها مع تغيرات ديموغرافية، اخر يتحدث عن ضرورة بقاء نظامها لدواعي امنية فيما ذهب الاخر لاسقاط نظرية الاستحواذ فرضا للسلامة العامة.
والكل يتحدث عن سلامة اراضيه وجيوشه تتمدد على اراضي غيره تلك هي ابرز عناوين مؤتمر استنا الذي عقد في طهران لدواعي امنية بلا كازاخستان مطلقة مبادرة السلام التى تعنون عاصمتها ارضية اللقاء وهو ما كشف اوراق كانت ضمنية وبين امور كانت عن البعض خفية مفادها يقول ان عناوين المعارك تقام على الجغرافية السياسية التي لا تمتلك عوامل الحماية الذاتية وان سياسية الحماية الدولية بينت عدم جدواها رغم كلفتها الباهضة.
وعلى صعيد متصل فلقد بين المجس السياسي الذي قام به الرئيس جوبايدن للمنطقة مع تبعه من مجلس دبلوماسي في تايوان باعلان جاء على وقع زيارة بوليسي اليها ان السعودية تمتلك الدائرة الاولى من مشروع للطاقة النووية بتكنولوجيا صينية كما تمتلك الامارات العربية المتحدة الغواصات النووية الفرنسية دون رؤوس نووية وهي الصفقة التى كانت من المفترض ان تذهب لاستراليا من قبل كما تقوم ابوظبي بالتفاوض مع الصين على حد وصف المتابعين للحصول على تكملة بنائها.
وهي المعطيات التى تجعل من عناوين المنطقة على صفيح ساخن كما تبين ان ثقل المنطقة العسكري انتقل من دمشق وبغداد واصبح في الرياض وابوظبي وهو متغير استثنائي بكل المقاييس وسيفرض في حال ترسيمه نظام ضوابط وموازين جديد في التوازن السياسي كما في ثابت الميزان العام القائم الذي سينطبق على اسرائيل وايران من المفترض ان ينطبق على الجميع.
وفي ظل هذا التزاحم على الحماية الذاتية بامتلاك القوة الاستراتيجية النووية فهل سيقوم الاردن بتقديم اوراق اعتماده بهذا الخضم وهو اول من امتلك عربيا مشروع نموذج معرفي للطاقة النووية كما يمتلك ايضا المادة الخام لهذه الغاية التي تعرف باسم الكعكة الصفراء وهو من قام ايضا بكل التحضيرات اللوجستية والمعرفية والتدريبية اللازمة لبناء هذا المشروع الاستراتيجي للدولة فان زيارة رسمية وازنة لهذا المشروع سترسل رسالة ذات مضمون معنونة بمدلول.