واشنطن تطلب الاعتراف بيهودية إسرائيل
سلامه العكور
18-09-2010 01:47 AM
في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات المباشرة في واشنطن ثم في شرم الشيخ ثم في القدس كانت حكومة نتنياهو تعلن نهارا جهارا عن برامج وخطط لاقامة آلاف المستوطنات في القدس وفي الضفة الغربية....
وعندما كان المفاوض الفلسطيني يهدد بالانسحاب من المفاوضات اذا ما استمرت عمليات الاستيطان ، كانت حكومة نتنياهو وما زالت تعتمد على الادارة الاميركية في ممارسة الضغوط على المفاوض الفلسطيني لمنعه من الانسحاب...
وهذا نهج اعتادت عليه تل ابيب وواشنطن منذ ما قبل اتفاق اوسلو...
ورغم ذلك ظل المفاوض الفلسطيني يراهن على الدور الاميركي لعله يمارس ضغوطا على الجانب الاسرائيلي كي يلتزم باستحقاقات السلام...فجميع التجارب الفلسطينية مع المفاوض الاسرائيلي ومع الوسيط الاميركي لم تفض الى شيء...
وكان حريا بالجانب الفلسطيني ومعه الجانب العربي الرسمي الكف عن الرهان على الدور الاميركي وحده واللجوء الى مجلس الامن الدولي باعتباره اتخذ القرارات الشرعية التي تقضي بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها في عدوان « 5 حزيران 1967 « ، وهي القرارات 242 و 338 والقرارات المتعلقة بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم.. وحق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني...
لكن الاذعان الدائم لارادة اسرائيل المستندة الى الدور الاميركي المنحاز انحيازا كاملا لها ، قد ابعد خيار السلام العادل والدائم عن المنطقة ، وتركها مشحونة بالتوتر وباحتمالات نشوب الحروب والنزاعات المدمرة...
والانكى ان المفاوضات المباشرة وغير المباشرة كانت ولا تزال بدون مرجعية وبدون سقف زمني واضح وصريح.. لذلك ظلت بدون نتائج وتدور في الحلقات المفرغة..
والنتيجة الوحيدة التي تخرج بها هي كسب الوقت الكافي لاسرائيل من اجل استكمال برامج وخطط وبناء المزيد من المستوطنات حتى لا تظل اراضي فلسطينية يفاوض الجانب الفلسطيني عليها..
قد تستمر المفاوضات المباشرة الحالية بين الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي لاسابيع او لشهور... وسيظل المفاوض الاسرائيلي متمسكا بقضية « الامن اولا «...
وستظل المفاوضات تخض الماء ولا نتيجة سوى الماء..
اما بناء المستوطنات فسيغطي المزيد من الاراضي الفلسطينية وستمارس الادارة الاميركية المزيد من الضغوط على الجانب الفلسطيني كي يعترف بيهودية الدولة العبرية تمهيدا لطرد عرب أل « 48» وبدون مقابل.. على غرار الاعتراف الفلسطيني والعربي بدولة اسرائيل وبدون مقابل...
وقد اعلن جورج ميتشل من شرم الشيخ عن ضرورة الاعتراف الفلسطيني بيهودية اسرائيل..
فهل ثمة امل بصحوة فلسطينية وعربية تتنبه الى مخاطر تصفية القضية الفلسطينية على يد الولايات المتحدة الاميركية وحليفاتها التي زرعت اسرائيل في المنطقة وظلت ملتزمة بحمايتها وبتحقيق اطماعها التوسعية حتى اليوم ؟!!...
(الرأي)