أتدرون ياسادة أننا نعيش الآن في زمن الحرية المطلقة حتى أن الكثير منا تجاوز التابوهات المحظورة، فلا رقابة على أي شيء سوى أن لا تُسيء للآخرين مباشرة حتى لا يتم ابتزازك وباستطاعتك أن تكتب ما تشاء وتصور فيديوهات صارخة مثلا تعلن فيها عن اكتشاف دواء للسكري أو للربو أو اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية مثلا.

لك الخيار أن تزعم وتدعي أنك مثلا ترى الأنبياء والصالحين في المنام والناس يصدقونك.. مثلا تتنبىء بيوم القيامة وفناء الأرض عادي ما المانع.. وتخرج علينا إمرأة مثلا تتحدث عن الخيانات الزوجية وتدعي أنها طبيبة في علم الاجتماع والنفس.. الأمر عادي لأنه زمن الحرية أو يخرج علينا رجل ملتح يرعبنا ويحذرنا من عدم صيام الأيام البيض.. وآخر يخرج علينا ويقول أرسلوا هذا الحديث الى مائة شخص وإن لم تفعلوا فإن غضب الله قادم لا محال قد أعذر من أنذر .

الحرية بوسائل التواصل الاجتماعي وما يتفرع عنها وصلت الى حد لم يسبق له مثيل، وهناك حرية الشهادات العالمية والسفراء والوزراء وممثلو الثقافة في دول وعواصم عربية واجنبية وهيئات أممية تمثل حقوق الانسان والمرأة والطفل تمنح الشهادات العليا والتقديرية الصادرة عن منظمات اقليمية ودولية لأشخاص عاديين جدا ومهمشين، لكنهم يدخلون على هذه المواقع مباشرة أو بالصدفة أو عن طريق شخص.

فالحرية مطلقة في هذا العالم الفضائي الخيالي، ما حدا يحاسب ولا يراقب الكل يغرق في فوضى عارمة، والكل يدعي الحقيقة والتميز والمعرفة والوجاهة والثقافة والعلم والشهرة .