في الذكرى السابعة والأربعين لرحيل والدي
عندما يكون للموت هيبة.. وعندما يتوقف الزمن بصمت و خشوع.. فعند ذلك فقط استعيد ذاكرة الطفولة رغم صغر حجم الذاكرة الا انها حفظت ذكراك والدي المجبولة بالحزن الكظيم.. فلا زلت رغم حجم الذاكرة أتذكر دموع الاهل والصحب من حول جسدك الطاهر حينها عرفت البكاء بحرقة.
اي يوم هذا الذي يترجل فيه الفرسان واي فارس انت يا والدي،،، ابكيت الشيوخ والرجال والنساء،،، اختلطت دموعهم بالارض واي خبر تتلاطم من وقعه الكفوف فقد رحل صاحب الابتسامة، الحليم الحكيم،،، رحل فكاك النشب وانكفأت دلاله فقد جزرت ظهر الطفل المتعلق فيك برحيك، نعلم انها مشيئة الله ولا نقول فيها الا ما يرضيه،،، ولكن والدي في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
تذوقت طعم الحزن طفلا بمرارة رحيلك،،، وكبر الحزن ،، كنت في الثامنة من عمري فما احتمل عقل الطفل رحيل الاب،، كلما تباعدت مسافات الزمن كلما كبر الحزن لانني كنت اتوق ان انهل من مدرستك أيها الحكيم،،، كنت وما زلت احبك.
اي عظيم هذا الذي يشرح بإسهاب لطفل السادسة من العمر معنى الدولة واي عظيم هذا الذي يوصي ابن السابعة ان لا ترضى ضيم يا ولدي لأنك تعلم بان رفض الضيم فيه عزة للنفس، وبطولة، وتعلّم بأن من لم يكن عزيز النفس لا يتألم من أن يضام، ومن لم يكن بطلًا، احتمل الضيم رهبة أو حرصًا على الحياة.
وتمر السنون يا والدي ولا أجد من اسند اليه ظهري فقد عزت الايام وامحلت واشتدت الخطوب فاختلط علي قهب الرجال بقهب الارض،،،
فما نسيناك يا اعز الرجال.
رحم الله راعي الهدبا ,,,,,,,,الى جنات الخلد ابي ......
وانا لله وانا اليه راجعون.