أسرار اغتيال الملك الشهيد عبدالله الاول لا زالت أسرارا
د.بكر خازر المجالي
20-07-2022 02:31 PM
* هزاع ووصفي كانا على ذات طريق الاغتيال لمشروعهم الوطني
لا زال ملف وثائق الملك الشهيد عبدالله الاول في دار الوثائق البريطانية لا يسمح بالاطلاع عليه، ورغم انقضاء المدة التي تمنع الاطلاع عليه الا انه جرى تمديدها ربما لعام 2035، ومن تمكن من الاطلاع وفق القانون البريطاني، كان اطلاع على الملف ولكن دون ان يتضمن كامل الوثائق.
والان بعد مضي 71 سنة على الواقعة، ورغم اعدام اربعة متهمين حضوريا وآخرين غيابيا الا ان الكثير من الحقائق مغيبة.
تحدث عبدالله صلاح رئيس المحكمة التي حكمت المتهمين بصراحة عن الوجه الاخر للتحقيق، وقد قابلته شخصيا بمنزله في الدوار الرابع قبل وفاته رحمه الله، وأهداني نسخة من كتابه الذي يتضمن التفاصيل عن واقعة الاغتيال والذي تمت طباعته في بيروت ومُنع من دخول الاردن، وكان لديه بعض النسخ، ولسنا هنا بصدد جريمة الاغتيال ومن منفذيها ومن هم وراءها، فالاحتمالات كبيرة ومتعددة، ولكن ما هي أسباب هذا الاغتيال؟
هناك أكثر من جهة لها مصلحة في التخلص من الملك عبدالله الاول،
* بريطانيا خشيت أن ينجح الملك عبدالله الاول بتحقيق الوحدة مع العراق مثلما كانت وحدة الضفتين، فيتشكل محور بغداد – عمان – القدس الذي تتكامل الثروات فيه وتتشكل قوة عسكرية كبيرة.
* اسرائيل هدفها احتلال القدس وأن لا تكون هناك جبهة عربية قوية على حدودها.
* ولا زالت جهات عربية مختلفة لا تعترف بوحدة الضفتين.
* وكانت زعامات فلسطينية على صلة بالمؤامرة على اتصال مستمر مع بريطانيين
ولا نستطيع ان نجد تفسيرا لاعدام موسى الحسيني فجأة حين صرح بأنه يريد مقابلة احد المحققين للاعتراف له بكامل التفاصيل وهو في سجن المحطة، فما أن علم الجنرال كلوب بذلك أمر فورا باعدامه، لماذا؟ ويبقى الأمر بحاجة الى جواب لكنه مكشوف للجميع.
وردت قصة الاغتيال في كتاب علي ابو نوار "حين تلاشت العرب"، وتحدث ناصر الدين النشاشيبي عن الاغتيال وهو شاهد عيان وكان مقرب جدا من الملك عبدالله.
ما هو في الوجدان هو الحقيقة، وما هو في الملف الوثائقي البريطاني المغيب عنا هو الحقيقة المحجورة الى أمد غير مسمى
والاسرار كثيرة ولا نتحدث عنها فهي حقائق مؤكدة في الذهن ولكن هناك عامل مشترك في اغتيال الملك عبدالله الاول وهزاع المجالي ووصفي التل هم شهداء القضية الفلسطينية، والحق العربي.
كانوا يسعون الى وحدة الصف وتمتين الجبهة الداخلية وبناء القوة العسكرية والوصول الى الدولة الفلسطينية
هم كانوا أقوياء في الطرح والمجابهة، وهذا ما يقلق اسرائيل وبريطانيا وجهات عربية لا تريد الزعامة للاردن
كانوا اصحاب مشاريع وحدوية وتنظيم المقاومة ضد العدو، كانوا نماذج وطنية اردنية لا نظير لها
كانت وجهات نظر هزاع ووصفي متطابقة، في السعي للوحدة وانشاء الدولة الفلسطينية وان لا نلقي السلاح أبدا. فكان الاغتيال لمشروعهما، وكرسالة الى كل من يحمل تفكيرهما أنه سيلقى ذات المصير؟؟
ربما اختلف الخطاب بعدهما، ولكن يبقى فكرهما هو النبراس وفيه الكرامة والحق والعزة هم وجه الكرامة والاصالة عند اهل الاصل والكرامة..