حينما يزداد عدد العاطلين من العمل بشكل يشبه المتوالية الهندسية يصبح عندها الجمع جموعا والجرح جروحا وتتمزق القلوب ألما على الأبناء الذين تخرجوا في الجامعات بعد أن أنفق عليهم الابآء جل مالهم منتظرين لهم عملا او وظيفة تسد رمقهم وتحميهم من آثار الفراغ والملل وشظف العيش وتحميهم من الانحراف والجريمة والبؤس والمعاناة اليومية داخل الأسرة.
المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم ولا يلتفت احد إليها اللهم إلا بذكر عابر وكلام مستهلك دونما مباشرة في الحلول الناجعة وكأن المشكلة لا تعني أحدا ممن بيدهم الحل والعقد.
أصبحت البطالة ركنا بارزا وواقعا مؤلما لا مفر منه تواجه الشباب الذي كان يحدوه الأمل لشق طريق الحياة والانخراط في العطاء في مجتمع بات يخلو من التعاضد وزالت عنه السكينة وغلبت فيه (الأنا) على (نحن) ولم يعد احد يبالي بسوء المآل وشقاوة الحال ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عداك عما تسببه البطالة من البؤس وإلشقاء وانكفاء الحال، فإمتد الأمر إلى تجذر الجريمة وانتشار آفة المخدرات والتسكع في مراتع الضلال واقتراف القتل والسرقة والسطو والاعتداء على الفتيات وممارسة انواع الرذيلة دون وجل او خوف.
المسألة جد خطيرة ولا بد من الوقوف عندها طويلا وتحرير الذات من الخوف واتخاذ قرارات جريئة تفضي إلى إيجاد فرص عمل تتيح المجال أمام الشباب للخروج من مأزقهم.