أمانه وزارة الخارجية في عنق الخطيب
السفير الدكتور موفق العجلوني
19-07-2022 12:27 PM
بداية وقبل الدخول في الأسباب الموجبة لاختيار الدبلوماسي المخضر حازم عصام الخطيب أميناً عاماً لوزارة الخارجية و شؤون المغتربين، لا بد لي الا ان اتقدم بخالص التهنئة والتبريك لعطوفة الزميل السفير حازم الخطيب بتوليه موقع الأمين العام لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين خلفاً للأمين العام السابق صاحب الخلق الكريم والادب الجم والعشرة الطيبة والذي حل لتوه سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية المانيا الاتحادية الصديقة سعادة الاخ الدكتور يوسف البطاينة بعد ان قام بمهام الأمانة العامة لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين بكل امانة وكفاءة ومسؤولية واقتدار، شهادتي فيه انه كان على قدر عال من الاحترام والتقدير لمعالي الوزير ولزملائه السفراء والدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية، و حفل الوداع غير المسبوق في وزارة الخارجية الذي أقامه معالي الوزير للأمين العام البطاينة شاهد على شهادتي بحق الزميل البطاينة. وان شاء الله صاحب العطوفة السفير حازم الخطيب خير خلف لخير سلف، متمنين لكليهما كل التوفيق، والنجاح في خدمة المصالح العليا للأردن سوآء على مستوى وزارة الخارجية او على مستوى السفارة الأردنية في المانيا فكليهما من منبع واحد ويصبان في معين واحد هو معين المملكة الأردنية الهاشمية.
كما جرت العادة يدور الحديث في اروقة الصالونات السياسية واروقة التواصل الاجتماعي والصالونات الخاصة ، وحتى في اروقة وزارة الخارجية، هل قرار تعيين السفراء بيد معالي وزير الخارجية ؟؟!!! وانا هنا لست معنياً بالإجابة على هذا السؤال ... وللحصول على الاجابة الشافية والوافية، لا بد ان يطرح السؤال اولاً على معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي ، ثم دولة رئيس الوزراء ابن وزارة الخارجية الدكتور بشر هاني الخصاونة، وبعدها معالي رئيس الديوان الملكي السيد يوسف العيسوي ، وأخيراً على جهة أخرى هي صاحبة ابداء رأى وليست صاحبة قرار.
ربما أجد العذر لمعالي الصديق وزير الخارجية الاخ ايمن الصفدي في تعيين نفر من السفراء من خارج دائرة وزارة الخارجية ... وهذا عرف قديم ينطبق على كافة وزراء الخارجية السابقين واللاحقين ... وليس باليد حيلة.
وحقيقة لا بد من توجيه الشكر لمعالي وزير الخارجية السيد ايمن الصفدي على التعينات الاخيرة سوآء كان بما يتعلق بالأمين العام الزميل حازم الخطيب او السفراء او الدبلوماسيين في عدد من الدول الشقيقة والصديقة.
في تقيمي الشخصي لمعالي الوزير السيد أيمن الصفدي في ادارة وزارة الخارجية مرة أخرى، فقد حصل على تقدير جيد جيداً. أما على الصعيد السياسة الخارجية، فقد حصل الاردن على تقدير ممتاز لان سياستنا الخارجية نستمدها من رؤية جلالة الملك الذي فتح الطريق أمام وزير الخارجية وامام سفراءنا ودبلوماسينا في الخارج.
باعتقادي ان معالي وزير الخارجية يقرأ كل ما يكتب عن وزارة الخارجية، ومن هنا اعتقد انه للمرة الثالثة يستمع لنصيحتي بخصوص المواصفات التي يجب ان تتوفر بالأمين العام لوزارة الخارجية (مقالي المنشور بجريدة الدستور بعنوان: ايمن الصفدي بين غياهب الماضي وامل المستقبل بتاريخ ٣٠/١/٢٠١٧) و مقالي المنشور بوكالة عمون الغراء : ( سابقة غير معهودة في وزارة الخارجية بتاريخ ٢٦/٦/٢٠٢٢ ) ، وهذه هي المرة الثالثة لمعالي الوزير الصفدي والتي يلتزم بها بتعين الامين العام حسب ما جاء في مقالاتي المشار اليها أعلاه.
ما عرفته من خلال زمالتي للدبلوماسي والسفير حازم الخطيب، انه يتمتع بخلق وادب جم ودبلوماسية راقية ورجاجة العقل والادارة الحصيفة وتقلده مناصب ادارية ودبلوماسية في وزارة الخارجية، وفي السفارات الاردنية في الخارج بكل كفاءة و اخرها في المملكة المغربية .
ولكي يستطيع معالي الوزير رفع معدلة الى ممتاز، فلا بد ان اذكر معاليه من القيام بالخطوات التالية دون اي ابطاء:
تطبيق مبدأ اللامركزية الادارية وتوزيع المهام والصلاحيات في الوزارة. ممكن معاليه ان يعود الى رسالتي الماجستير حول الادارة اللامركزية والتي حصلت عليها من جامعة كانبرا للدراسات العليا عام ١٩٨٧ أثناء عملي في السفارة الاردنية في كانبرا / استراليا وزودت المكتب الخاص ومكتبة الوزارة بنسختين من الرسالة. بنفس الوقت يمكن لمعالي الوزير ان يعود الى البرنامج الذي بعثت به أيضاً الى المكتب الخاص وادارة الحاسوب في وزارة الخارجية عام ١٩٨٨، وهو مشروع دبلوم عال من جامعة كانبرا ايضاً - نظام معلوماتي Digital لوزارة الخارجية - بعنوان: SPIS
Strategic Planning Information System
for the Ministry of Foreign Affairs in the Hashemite kingdom of Jordan
أما إذا ما تم اشغال الامين العام بإدارتين هامتين وفي قضايا هامشية وملفات واجتماعات متعددة ومسؤوليات ومهام متشعبة، فسيكون هذا الموقع مقتلاً لطموحه وأدائه وتوقعاته لا قدر الله. فالأمين العام لوزارة الخارجية عليه أعباء ومسؤوليات جسام، اذكر منها:
نائب / مساعد وزير الخارجية وشؤون المغتربين لعدم وجود وزير دوله للشؤون الخارجية او نائب وزير الخارجية.
مدير عام/ شيخ مدراء وزارة الخارجية.
المسؤول المالي في وزارة الخارجية.
مرجعية المعهد الدبلوماسي بعد سحب استقلاله الاداري والمالي
متابعة التقارير المرفوعة من مدراء الدوائر الى معالي الوزير من خلال الامين العام.
متابعة التقارير الدورية والاسبوعية والشهرية والسنوية الواردة من السفراء الاردنيين في الخارج.
التواصل مع السفراء المعتمدين في الاردن واستقبال السفراء واستلام نسخة من اوراق اعتمادهم وتوديعهم عند انتهاء مهامهم الدبلوماسية في المملكة.
الاشراف والمتابعة والتواصل مع السفراء الأردنيين في الخارج.
حضور الاجتماعات الرسمية مع معالي الوزير وخاصة بوجود وفود رسمية.
المسائل الادارية المتعلقة بالتعيينات والاحالات والاستغناء عن الخدمات.
متابعة مسائل اسكان الدبلوماسيين التابع لوزارة الخارجية (٣ بنايات ٤٢ شقة).
التواصل مع الامناء العامين للوزارات.
التواصل مع المدراء العامين للمؤسسات والهيئات الحكومية.
التواصل مع رئيس هيئة الاركان.
التواصل مع مدير الامن العام.
التواصل مع مدير الدرك (الامن الدبلوماسي).
التواصل مع مدير عام الدفاع المدني.
التواصل مع الامين العام لمجلس الاعيان.
التواصل مع الامين العام لمجلس النواب.
التواصل مع الامين العام لرئاسة الوزراء.
التواصل مع امين عام الديوان الملكي.
متابعة ملفات رئيسية مثل ملف القدس واللاجئين.
التواصل مع منظمات الامم المتحدة في الاردن.
ترأس لجان الوزارة واللجان المشتركة على مستوى الامناء العامين والمدراء العامين.
المشاركة في المناسبات الرسمية والاجتماعات الرسمية وحضور الاجتماعات.
حضور الاجتماعات نيابة عن معالي الوزير.
ترأس وفود رسمية خارج المملكة.
مسؤوليات طارئة.
في ضوء المسؤوليات المذكورة أعلاه، إذا لم يكن هنالك ادارة لا مركزية وتوزيع صلاحيات ومسؤوليات ادارية ومالية ودبلوماسيه، وترك كل هذه المسؤوليات على كاهل الامين العام، فسيكون هذا الامر مقتل واحباط وفشل وظيفي لا قدر الله وتراجع في ادارة وزارة الخارجية.
من الضروري ان لا يرمى الحمل على سكرتيرة الامين العام كحلقة وصل بين الاطراف المذكورة والامين العام، وبالتالي لا بد من تعيين مدير مكتب للأمين العام برتبه اقلها دبلوماسي بدرجة مستشار وان يكون متمكن لغوياً باللغتين العربية والانجليزية، وان يتمتع بأعلى درجات اللباقة والكياسة ومهارات العلاقات العامة والاتيكيت والبروتوكول وسعة الاطلاع.
لا بد أيضاً ان يكون هنالك مكتب مع قاعة استقبال للسفراء السابقين بحيث يتم الاستعانه بهم تطوعاً كمستشارين لمعالي الوزير والامين العام، وان ينالوا كل الاحترام والتقدير بصفتهم من بناة وزارة الخارجية ولهم افضال على وزارة الخارجية وممثلين لجلالة الملك، وان يشاركوا ببعض المناسبات الرسمية والوطنية من خلال وزارة الخارجية، وان يكون هنالك اجتماع شهري في وزارة الخارجية بحيث يتم تبادل الآراء بشأن الصالح العام الذي يتعلق بالسياسة الاردنية الخارجية. علاوة على ذلك لا بد ان يعاد لهم جوازات سفرهم الدبلوماسية بصفة سفير دولة (Ambassador of State ) , و العمل على تنفيذ الإرادة الملكية السامية بتخصيص قط أراضي لموظفي وزارة الخارجية الدبلوماسيين والاداريين ، و صرف سيارة معفاة من الجمارك للسفراء اسوة بالقوات والمسلحة و الأجهزة الأمنية ، اضافة الى تخصيص مقر للنادي الدبلوماسي .
من جهة اخرى، ربما يتخذ الامين العام منحاً جديداً في تقييم اداء السفراء في الخارج وانجازاتهم وانعكاس ادائهم الدبلوماسي على المصالح العليا للأردن.
بنفس الوقت حان الوقت بأن تلتزم وزارة الخارجية بالعمل المؤسسي بعيداً عن الواسطة والمحسوبية بنقل وتعين السفراء واعادة من انهو خدمتهم بين ٤-٥ سنوات الى المركز حسب نظام السلك الدبلوماسي. أما ترك سفراء أكثر من ٥ سنوات … دون الرجوع الى المركز يدخل هذا الفعل في باب الفساد الدبلوماسي والواسطة والمحسوبية.
وكلمة اخيرة وهامة، في حالة تعين سفراء من خارج السلك الدبلوماسي لأسباب سياسية - وجرت العادة في الدول المتقدمة من باب التكريم - لمن تركوا بصمات في تاريخ الاردن ان يعينوا سفراء لمرة واحدة فقط. وان يعودوا الى مركز الوزارة، او الى دوائرهم السابقة، او العودة الى بيوتهم، لا ان يمضوا عشرات السنين على حساب دبلوماسيين/سفراء مسلكين قضوا شبابهم وهم ينتظروا فرصتهم بتعيينهم سفراء ويتشرفوا في بأداء القسم امام جلالة الملك، لا ان يلقى بهم في بيوتهم " موت قاعداً "، وحرمانهم من حقهم الطبيعي بتولي منصب سفير خارج الاردن، الامر الذي يكون له انعكاسات سلبية على السفير وعلى افراد عائلته، فهذا يتنافى مع مفهوم الدبلوماسية والاعراف الدبلوماسية الاردنية ويتعارض مع حقوق الانسان.
وفي الختام اتمنى ان يؤخذ بهذه النصائح لما فيه مصلحة وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ومصلحة العمل الدبلوماسي المؤسسي والمثمر في وزارة الخارجية وبالتالي هي المصلحة الاردنية والتي نتطلع ان تلبي طموح جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله.
متمنياً للأمين العام الزميل السفير حازم الخطيب ولكافة الزملاء السفراء والدبلوماسيين المنقولين والمتواجدين في المركز، وكافة موظفي وزارة الخارجية العاملين، والذين غادروا الوزارة، كل التوفيق والنجاح وموفور الصحة والسعادة.
حفظ الله اردننا الحبيب بقيادة الدبلوماسي الأول جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي اخذ الدبلوماسية الأردنية الى معارج الرقي والنجاح على مستوى العالم، وحفظ الله ولى عهده الأمين سمو الأمير الحسين، وهذا الشعب الأردني الوفي الذي يقف خلف قيادته.
حمى الله الأردن