في ساحة الحرب يوجد خاسرون كثر وقائد منتصر وأقل من النصف سعداء، لكنهم قبل الذهاب إلى المعركة نذروا أرواحهم لقضيتهم، فلا يتذمر أحد خاصة إذا كان القائد يحارب بينهم و لا يخفي عنهم شيئاً و جل همّه القضية.
لكن الوضع يتغيّر عندما يكون لدى القائد أهداف للمناورة و لتغيير الدفة ومكتسبات شخصية ثمنها دماء جنوده ورفاقه ويكون عمله ارتزاقا أو عمالة لغيره، عندئذ سيسقط في يد المجموعة أو من نجا منهم من المعركة أنه كان مطية بلا عقل لهدف غير نبيل.
إن أكبر الخسائر لاحقا هي الثقة في الشريف الذي سيأتي يوماً ليكون فارساً للقضية و قائداً ملهماً سيجد من حوله قد فترت هممهم وأصبحت أحلامهم سرابا بفعل فاعل أفقدهم الثقة بمن حولهم وبالهدف السامي الذي كانوا يسعون له.
ونتيجة لوجود هؤلاء بيننا يصبح الدفاع عن أي قضية أمرا ليس بسهل وانتظار الفارس المرتقب أملا يتمناه كل فرد وبالرغم من هذا وذاك فإن إعادة الثقة لمن لدغ ليس مستحيلاً لكنه ليس سهلاً.
فالأمر بمتناول أيدينا وإن أطلنا الترقب فعلينا شحذ الهمم والحذر في اختيار قائد أي معركة تخصنا فالقضايا المحيطة بنا هامة وتتطلب من الجميع التخلي عن الأنانية والمصداقية في التعامل والارتقاء بالنفس وإصلاح العيوب.
فإن لم يكن هذا كله فهي معركة خاسرة وجهد ضائع وخذلان متكرر.
إذا تعلمت الدْين من الثعلب فسوف تعتقد تدريجياً أن سرقة الدجاج فضيلة. -مثل تركي-