فاذا كان البطيخ من فصيلة الفرع كما الشمام كما تصف ذلك بطون الكتب في الجينات الزراعية فان البطيخ يحمل دلالة البديل وعنوان الرهان وسمة الغموض بالصفات الرمزية وهو ما جعل من البطيخ مادة سياسية كونها محيرة وإن كانت مرئية وجلية وتحمل دلالة ورمزية وان كانت ذات الوان فاقعة في شكلها الخارجي الاخضر وبطنها الداخلي الاحمر لكونها استخدمت سلاح في معركة دمياط عندما قضي المصريين على جنود لويس التاسع عندما استخدموها خدعة في حربهم ضد الجنود الفرنسيين عندما قاموا برمي الفوج الاول من البطيخ في المياه ليذوقوا طعمه الفرنسيين وادخلوا رؤوسهم في الفوج الثاني وغاصوا تحتها ليتم القضاء على الجيش الفرنسي.

فالبطيخ كما هو حلو المذاق وحبته كبيرة وطعمه عذب يعتبر بديل غذائي بارد عن وجبة الطعام الساخنة في الصيف هو ايضا متمم غذائي ومقو عام وهو كما يعتبر رمزا للغنوض يعتبر ايضا مادة للتندر وبوابة للمغامرة التي يمكن ان تربح مذاقها لكنك قد تخسر ما صرفت لشرائها اضافة الى وجبة الطعام التي كنت تريد ان تأكلها فاحرص عندما تراهن على تقديم وجبة البطيخ ان يكون رهانك في مكانه والا فان الخسارة ستكون فادحه هذا لان الوجبة باردة تدخل الى البطن او الغرفة مباشرة ولن تقف عند مدخل من التسخين كما يفرض الايقاع الطبيخ هذا لان الوجبة وجبة بطبيخ وهي باركان باردة تبدأ بالاخضر وقد لا تنتهي بالاحمر المفرح وهذا ما يجعلها اداة رهان صعبة ويجعل من علوم اختيار البطيخة علم قائم بذاته.

فالبطيخ كان دائما رامزا للخدعة في كل الحضارات الثقافية ويعود ذلك للرواية السريانية القديمة التي شكلتها حادثة يوسف النجار والعذراء مريم في وادي اللطرون في مصر عندما امرت الفلاحين بزراعة بذور البطيخ حتى يطرح بالصباح باعجاز زماني فاذا ما جاء جنود هيروس في الصباح ليخبروهم بأن العائلة المقدسية مرت منها عندما كنا نزرع بذور البطيخ والتي كانت بحاجة الى ثلاثة اشهر للنضوج فما كان من جنود هيرودس الا وان عادوا لارض بيت المقدس في مكاور وهي ما شكلته هذه الواقعة من دلالة ورمزية واخذت ما تشكل عنوان للرهان الصعب والسمة الدالة على الخديعة

فالبطبيخ وان كانت ثمار اكتشفت في افريقيا والشرق الاوسط وانتقلت الى اوروبا عن طريق المصريين وعن طريق عملية الانتقال الطبيعي او ما يعرف ب domesticaton لكنها لم تكن بهذا الشكل ولا حتى بهذا الطعم عند اكتشافها لتدخل من بعد ذلك بعملية الاختيار الجيني او ما يعرف ب Artificially لتكون اكبر بالحجم كما هي اكثر حلاوة وذات لون احمر بخصائصها نتيجة مادة lycopene المضافة ليتحول من بعد ذلك البطيخ الى الشكل واللون والطعم الذي بين ايدينا وتتغير استخداماته من استخدامات تنتج الخمرة لاستخدامات تشكل الطبق الرئيسي في المطبخ الصيفي عند الملوك كونها وصفة مقوية ومن ثم اخذت ما تشكل عند العموم وجبة طعام رئيسية تماما كما حدث لاحقا في قصة (الملوخية او الملوكية) وهو ما جعل من البطيخ البديل الافضل عن الطبيخ في الوجبات الصيفية.

فالبطبخ كما يشكل رمزا من رموز الصيف اخذ يشكل احد اهم علامات المرحلة السياسية التي يبدوا انها مصنعة جينيا بطعها ومذاقها لكن رمزيتها تبقى تحمل علامة البطيخ وسماته التي لا تتغير باللون او تتبدل بالمذاق بعد الانتهاء من مرحلة المجسات والموسوحات الميدانية التي حملتها لقاءات الشرق الاوسط الاخيرة فالحرص واجب ان يكون في ايام البطيخ هنالك استعداد و طبيخ.