العالم على شواطئ الخليج ..
مأمون مساد
16-07-2022 02:43 PM
ليست الانظار وحدها التي تتعلق بشواطئ الخليج العربي شرقه وغربه، بل أن الأنفاس تنحبس وقد جاء بايدن إلى المنطقة يبحث عن أمن التزود بالطاقة والغذاء، وإرسال رسائل إلى شرق الخليج حول المصالح الأمريكية في المنطقة ومع حلفائها في اسرائيل والمنطقة ليست قابلة لمزيد من التهديدات التي يحملها النظام هناك وعملاءه في المنطقة وعبر عصابات إرهابية تهدد أمن واستقرار اقطار المنطقة ، وفي المقابل تستعد الضفة الشرقية لاستقبال بوتين في أول رحلة خارجية رسمية له إلى المنطقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، بحثا عن حليف يتشارك معه في عدو يقود فرض عقوبات اقتصادية وعزلة ادت إلى انقسام العالم إلى حلفين لا ثالث لهما ؛ انت حليفي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا أو انت ضدي في موسكو وطهران وأنقرة وبكين.
على مائدة بايدن ملفات تتقارب وتتقاطع مع ما على مائدة بوتين ، فاستعراض القوة وتشكيل تحالف أمريكي شرق اوسطي هدف اعلنه بايدن في لقاءه قادة الكيان الصهيوني، وضمن إعلان القدس الصادر عن الزيارة، وعلى ذات المائدة أعاد أيضا إعلان التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة سواء منها المباشرة أو عبر وكلاءها، قبل أن ينتقل الى حديث التزام بعملية السلام وتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني دون ان يفصح عن أية رؤية مستقبلية أو موعد لاستئناف محادثات مباشرة بين الطرفين .
وفقا لكل التوقعات والتحليلات فإن ملف الطاقة وأمن التزود بها ورفع انتاج السعودية ودول المنطقة من البترول حضر في مباحثات جدة ، وهذا ملف يحمله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القادم إلى طهران ليضع على مائدة المباحث مع الإيرانيين والأتراك تشكيل تحالف مضاد مساو له بالقوة ومعاكس له بالتوجهات والاتجاهات، تحالف سياسي -اقتصادي -دبلوماسي -أمني ، إذ أن التعاون بين روسيا وإيران يتخذ أشكالاً عديدة، ربما يكون أبرز وجوهه هو المجال النفطي والذي بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 4 مليارات دولار عام 2021 ، وتشغيل مرفأي- بندر عباس وشابهار - للصادرات والواردات الروسية عبر إيران أي عبر ما يسمى بالممر الجنوبي، وهو أحد الطرق الآمنة، بل طريق مريح وغير مكلف من الهند أو حتى من الصين، فيما تقدم روسيا مزيدا من الدعم في التكنولوجيا النووية والعسكرية، وتضمن لها عبر مجلس الأمن اي قرار أو عقوبات تمس طهران، وتبقي النفوذ الإيراني في سوريا بغطاء ووكالة روسية، وتقدم طهران الدعم ذاته في موقفها من الحرب الروسية الاوكرانية، ورداً على الإجراءات الأميركية تجاه البلدين .
البحث عن المصالح الأمريكية والروسية في منطقة الشرق الاوسط طبق مغري على مائدة الصراع بينهما، قد يخرجه من حالة البرودة والفتور إلى صراع ساخن مباشر أو عير الحلفاء لكلا الطرفين، ويؤجل اي فرص لاستقرار المنطقة إلى أجل غير مسمى، ويضاعف أعباء العالم الاقتصادية والامنية .
mamoonmassad@hotmail.com