نستيقظ يوميًّا على هذه العبارات وغيرها من مسؤول ما ثم يأتي مسؤول آخر ليعلن أن الأردن على وشك الإفلاس ولا يقل عن وضع لبنان، ثم يُطل علينا مسؤول آخر من العيار الثقيل ليبشرنا بأن الأيام الجميلة للأردن لم تأت بعد! وآخر يقول: إنّ الأردن يعيش حاليًا أفضل حالاته ..بالله عليكم ما هذا التناقض في وصف حالنا؟!. وهل من يصف واقعنا أو مستقبلنا قد أجرى دراسة مستفيضة وتحقق من النتائج؟.
وللأسف مَن يطلقها هم مِن كبار البلد وكراسيها!! وممن تولوا المناصب العليا.
ولا تزال المناصب تورث حتى للأحفاد.
عندما يسمع المواطن المغلوب على أمره مثل هذه العبارات وغيرها ..وعندما نسمع بالكوارث الموجعة والتي أصابت عمق قلب الوطن، -وإن دلت على شيء تدل على مدى الترهل والفساد والمصالح الشخصية لمن يستلم منصب ما- وخاصة المناصب الحساسة التي لها علاقة بمفاصل الوطن ومصالحه.
ما المطلوب من المواطن الأردني عندما يسمع مثل العبارات؟ ماذا يمكن أن يفعل؟ وما هو المستقبل الذي سيحلم به؟.
وما المطلوب من الجيل القادم؟ ونحن نرث فساد الكبار وسوء الإدارات المتعاقبة.
مَن المسؤول عن هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه !؟ أين خبراء البلد !؟ نعم القادم أسوأ عندما نستمر بالنهج نفسه وبالعقلية ذاتها في إدارة الوطن!؟ نعم القادم ألعن: عندما يظل الفساد مستشريًا ، نعم القادم أزفت: عندما لا يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، نعم القادم أسوأ: عندما تنعدم العدالة الاجتماعية وتوزيع مكاسب التنمية، نعم القادم أدنى: عندما تبقى بطون بعض المسؤولين غير مشبعة بعد!.
يا سيدي كلما شعرنا بالأمل حينما تتحدث عن خطط مستقبلية في الاستثمار ومعالجة البطالة، أحبطونا وزرعوا في نفوسنا خيبات أمل تفاجئنا من هنا وهناك.
ماذا حل بنا !؟ هل فقد المواطن الأردني صوابه حتى نسمع بجرائم تذهب ضحيتها أسر بأكملها؟.
نحن نعلم أن العنف منتشر في العالم بشكل عام وله أسبابه المتعددة والأردن ليس بالبعيد عن هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة.. العنف والتنمر أصبحا كالأكل والشرب وكأنما هو قدر علينا أن نعيشه يوميًا. على الرغم من بشاعته.
يا سيدي البلد لا ينقصها الكفاءات ولا شح الموارد، ولسنا بلدًا فقيرًا ..ما ينقصنا هي الإدارات الناجحة، ما ينقصنا هو النزاهة والمساءلة، ما ينقصنا هو الاستثمار الجيد للشباب والكفاءات، ما ينقصنا هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
مللنا من الوجوه ذاتها والكلام المكرر ..لقد جفت أقلام الكُتّاب والإعلاميين وهم يقدّمون الحلول، ويحذّرون من القادم إذا لم يتم إجراء تدخل سريع وثورة بيضاء ..لقد فقد المواطن ثقته بالحكومات ولم يعد هناك قيمة لأي مسؤول ما لم يكن في جعبته ما هو جديد.
إذا كنتم تراهنون على صبر المواطن الأردني، فقد أوشك على النفاد!!!