بخطاب سياسي عميق حمل دلالة الكلمة ورمزية المكان ورسالة لا تقرا من باب العبارة بل تفهم عبر مضمون المعنى جاء خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل انساني ومضمون سياسي عندما جعل من اصوله الايرلندية تقرن بمكانة الشعب الفلسطيني التاريخية الذى ما زال يناضل من اجل استقلاله تماما كما فعل الشعب الايرلندي .
فمنذ القرن الثاني عشر عندما امر ملك انجلترا هنري الثاني بغزو ايرلندا في حينها حيث تم حضر اللغة الايرلندية واعتبر السكان الأصليين مواطنين من الدرجة الثانية وازداد الامر تعقيدا في القرن السادس عشر عندما اخذت موجات الاستيطاني البروتستني الإنجليزية تحل محل الايرلنديين الكاتوليك جاء ذلك وسط
حقبة كانت تعرف بمزارع اولستر ليستمر من بعد ذلك صراع طويل بين الايرلنديين والانجليز حتى عام 1998 لتحط الحرب اوزارها باتفاقية عرفت باسم اتفاقية (الجمعة العظيمة) وتستقل ايرلندا وتصبح فيما بعد عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وبهذا يكون الرئيس جو بايدن قد ارسل رسالة داعمة للشعب الفلسطيني وان كانت غير مباشرة ومناصرة له بطريقة ضمنية عندما اقرن الامل بإرادة الحياة وبأهمية الاستمرار ببذل الجهود السلمية مسترشدا بذلك بالمثل الايرلندي الذى ذكر حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية ويقيم دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية اسوه بالشعب الايرلندي وما حظى به في نهاية نضالاته.
الرئيس جو بايدن الذى يؤمن بحل الدولتين كخيار افضل لتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة وهو من كان شرعن اهم قرار اممي تم اتخاذه لصالح القضية الفلسطينية في مجلس الامن الدولي عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والذى حمل رقم 2334 يعود ليرسل برسالة داعمة من اجل السلام ومن اجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهو ما يعيد الامل للجملة الحقوقية والقانونية الأممية وإمكانية تحقيقها.
وكما عبرت دلالة خطاب الرئيس جو بايدن عن المغزى ولم تقف عند المعنى، حيث عبرت دلالة المكان عن ذات المغزى عندما جاء خطابه عبر بجغرافيا المكان جسدت رمزيتها السياسية القدس الشرقية التي خلت تماما من الجيش الإسرائيلي وسيطر على اجواءها القيادة المركزية الوسطى ترسل بذلك رسالة ضمنية أخرى ان مسالة القدس الشرقية لم تحسم بعد ويعيد بذلك خلط الأوراق من جديد إزاء القدس ومستقبلها.
الرمزية الإنسانية كانت حاضرة أيضا في خطاب جو بايدن عبر مستشفى المطلع الذى يقوم بدور كبير في تقديم الخدمات الصحية للشعب الفلسطيني كما لعموم الضفة الغربية وحتى لأبناء قطاع غزة وقام بإرسال رسالة حثت الجميع على ضرورة تقديم الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني وقام بتقديم دعم مقداره 100 مليون دولار من اجل الارتقاء بالخدمات الصحية ولم ينسى لتقديم رسالة شكر لدولة الامارات على تقديمها مبلغ 25 مليون دولار وهي رسالة أخرى تحمل معنى يحث عبرها الجميع على ضرورة تقديم الدعم الاسناد للشعب الفلسطيني.
وهى الرسائل التي باتت بحاجة من ابن الأصول الايرلندية ان ينتصر لقيمه التي نهلها من نضالات اجداده وهو من يجلس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض وينادي بالعدالة وهو القادر على ذلك فهل ستشهد حقبه الرئيس جو بايدن (جمعة عظيمة) كتلك التي حصل عليها الشعب الايرلندي في عهده ،،،