بايدن رئيسا فخريا لإسرائيل ؟!
د. حازم قشوع
14-07-2022 12:07 PM
في سابقة وإن كانت غريبة الاطوار في العلاقات الدولية وغير منسجمة مع الاعراف الدبلوماسية لكنها تحمل دلالة عميقة ومغزى كبير كونها تقدم خبر زيارة الرئيس بايدن للمنطقة على مبتدأ وصول الطائرة الرئاسية الزرقاء إلى اللد حيث كان يبحث الملك شاؤول تحت النخيل عن حمير ابيه وهو تصور توراتي قابله الرئيس بايدن باجابة مباشرة عندما قال لست بحاجة ان تكون يهوديا لكي تكون صهونيا فاستحق على ذلك شهادة الرئيس الفخري لاسرائيل.
وهي الشهادة ورمزيتها التي ستحمل جوبايدن إلى جدة كما هي الشهادة بمضمونها التي جعلت من الرئيس الامريكي يطلق العنان للقيادة الامنية الاسرائيلية بالدفاع التلقائي عن ذاتها ضد ايران من خلال تقدير موقف عام عبر ما يعرف باعلان القدس الذي شرعن لاسرائيل باتفاقية مكتوبة لاول مرة باستخدام الة الحرب ضد ايران للحيلولة دون إمتلاك القوة النووية وهذا ما يعد تغير اسراتيجي في الموقف الامريكي لكنه شكلي هذا لان مضمون العبارة يقف على ثابت تحكم القيادة المركزية الوسطى بالامن الاسرائيلي وان كان يطلق العنان لاسرائيل بالدخول بحرب مؤيدة امريكيا وليس فقط الوقوف عند حد العمليات الاستخبارية التي يجري تنفيذها بعمليات اغتيالات محدودة والتي ما فتئت تشهدها المنطقة لكنه يبقى رسن القرار في فلوريدا حيث سنتكوم.
ولعل رمزية الشهادة الفخرية التي تعني ايضا ان اسرائيل ستكون حاضرة فى نادي جدة من خلال الرئيس الفخري لها جو بايدن
هي ذاتها التي حملته سوط القوة مع اعلان سيطرته على القرار الامني في اسرائيل مع بقاء الجزرة موجودة من خلال فتح ابواب الحوار مع ايران التي ستكون حاضرة هي الاخرى ايضا في نادي جدة وهي التى تستضيف بوتن فى نفس الوقت من خلال العراق وفلسطين ستكون حاضرة هي الاخرى من خلال جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ينتظر الوقوف على كامل التصور لاخذ بيان التوجه لوضع ميزان تصوره وهو ما يجعل من اجتماع نادي جدة مؤتمرا امنيا ودوليا وان تعددت سمات الحضور بين اعضائه وتباعدت المسافات الجغرافية للمشاركين فيه.
مؤتمر جدة الذى يعتبره المتابعون مؤتمرا للمجسات السياسية وليس ناديا للبيانات الخطابية او مقرا للمقررات الاجرائية كونه المؤتمر الذي يشكل خبر زيارة الرئيس جو بايدن كما ينتظر منه ان يحمل علامة فارقة في تغيير نظام الضوابط والموازين في معركة جو بايدن وبرنامجه في قيادة العالم وهذا ما يجعل من زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة زيارة تاريخية بل ومصيرية كونها ستحدد مقرراته القادمة ليس على صعيد الشرق الاوسط فحسب بل على مستوى التجاذبات السياسية كافة وهو ما يجعل من مؤتمر جدة مؤتمرا للمتابعين وليس مؤتمرا للاعلاميين هذا لان الكل مشارك فيه على طريقته كما الكل متداخل من اجوائه من خلال هذا لان زيارة جوبايدن للمنطقه اعتمدت لغة التصور وليس التصوير وهي الزياره التي ترسم صور من خلال تعبيرات وليس باطلاق صوت عبر عبارات وهذا ما يفترض أن يكون عليه الحال عند استنباط الاستخلاصات لبناء الجمل التقديرية لهذه الزيارة الامر الذى سيجعل من نتائج هذه الزيارة تعكس بظلالها على مجمل المشهد القادم وستطال بعض الانظمة المتحركة في المنطقة وهي الدلالة والرمزية التي شكلتها تسليم الادارة الاسرائيلية للرئيس جو بايدن الرئاسة الفخرية لاسرائيل وهي الشهادة ايضا التى ستجعل من الحزب الديموقراطي يتفوق في الانتخابات النصفية القادمة على الرغم من حالة التضخم السائدة وربما هي ذات الشهادة التي ستحمل الوزير غانتس الى سدة الرئاسة في الاول من نوفمبر القادم.