أشعر بالفخر لنشامى السير على ما قاموا به خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الوطن وقيادته بكل الخير، وأتقدم بالشكر والتقدير لإدارة السير على جهودهم في وضع استراتيجية في تسهيل حركة المواطنين وتنقلاتهم من موقع إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى.

عمليًا؛ يقوم شرطي السير بعمله في مهنية عالية في تسهيل حركة السير وفي المقابل يعمل غالبيتنا كمستخدمين للشوارع والطرق بإعاقة السير ونتصرف بأسلوب لا ينم عن احترام لحقوق الآخرين في الانتقال بسلاسة من منطقة لأخرى، وذلك من خلال العديد من الممارسات كالوقوف المزدوج والمرور بشكل خاص في الشوارع الفرعية والتي يوجد على مداخلها إشارات ممنوع المرور، إضافة إلى ذلك ضعف استخدام مؤشر الإنعطاف سواء إلى اليسار أو اليمين مما قد يتسبب في حوادث، وهناك حالة غريبة يقوم بها البعض من مالكي السيارات الخاصة مثل قيادة السيارة بسرعة عالية بعد تخطي الكاميرات على الطرق الخارجية.

مشكلة إزدحام الشوارع ليست مقتصرة على العاصمة عمان، وإنما كذلك في المدن الرئيسية الأخرى على سبيل المثال الزرقاء وإربد ومأدبا.

الإزدحامات المرورية سواء في العاصمة أو المدن الأخرى لا تطاق وتسبب في ضياع الوقت وخسائر اقتصادية وضحايا بشرية مؤلمة نتيجة الحوادث المتكررة والسرعة الزائدة.

وفي حالة حدوث اصطدام بين مركبتين نتيجة التوقف المفاجئ أو لعدم الانتباه ينتج عن ذلك أزمة خانقة خاصة في عدم وجود أحد أفراد شرطة السير بالقرب من الحادث في تلك المنطقة؛ وتزيد تلك الأزمة بانتظار قدوم سيارة الأمن المختصة بالحوادث المرورية.

هناك العديد من التحديات التي يتعرض لها شرطي السير على سبيل المثال أمراض مختلفة نتيجة لضغوط العمل خاصة عندما تكون درجات حرارة الطقس مرتفعة، أما في فصل الشتاء فحدث ولا حرج بالرغم من الاحتياطات التي تتخذها مديرية الأمن العام من حيث الملبس والوقاية من برودة الطقس.

مشكلة السير مزمنة بشكل عام ومن يرى قدوم السيارات صباحًا على طريق المطار يُصاب بالدهشة لهذا السيل من المركبات بكافة أنواعها قادمة نحو عمان، مما يشكل ضغوطًا صعبة على شرطة السير.

صحيح أن زيادة عدد السكان سواء كانت الزيادة في معدلات الولادة أو الزيادة الناتجة عن الهجرات القسرية من الدول المجاورة تشكل أحد أسباب مشكلة السير، إلا أنه يجب أن نشير إلى تحديد المشكلة أولاً ومعرفة السبب الرئيسي الذي يعود إلى سوء في تخطيط المدن وضعف في وضع الرؤية البعيدة المدى لزيادة عدد السكان لسنوات قادمة، وكذلك ضعف الاهتمام بتنظيم وسائل النقل العام كما هو متبع في الدول المتقدمة.

وهناك مشكلة أخرى تتعلق بما نراه بجانب المباني من اصطفاف السيارات على جانبي الشوارع، وذلك لعدم وجود مواقف للسيارات داخل هذه المباني.

في الحقيقة؛ إن المشكلة الأساسية لإزدحام الشوارع يعود إلى سلوكنا واقترح هنا تدريس مادة السلوك الحضاري في قيادة السيارات سواء في مدارسنا وحتى في جامعاتنا بحيث نعمل على تغيير اتجاهاتنا بأن المخالفة في استخدام الشوارع ليست بطولة والقيادة بسرعة عالية ليست شجاعة وإنما تخلف.

وأخيراً أدعو إدارة السير على التشديد على مكاتب تعليم السواقة في عدم تحويل أي متدرب إلى الفحص إلا إذا اجتاز اختبارات متعددة فنية وسلوكية وبمتابعة من إدارة السير.

أعان الله إدارة السير على أزماتنا المرورية الطاحنة.