بدأت رحلتي في عالم التغذية منذ أكثر من ثمان سنوات ، وكنت قد عملت تلك الأيام على الهدف الأكثر طلبا من المشتركين فقد كان تحقيق خسارة الوزن أهم ما دعم تسارع زيادة المشتركين لدي ، وكان من لا يخسر كيلوغرامات من وزنه بالتأكيد غير ملتزم بالخطة الغذائية خاصته ، مرت سنوات وانا ومشتركين "الدايت" على هذا الحال إلى أن تغيرت بعض الأمور،

بسبب الثقافة العامة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبح المراجعين ملمين بالتغذية والسعرات الحرارية و الرياضة ، لكن ما زال هدفهم ودافعهم الأول ،الوزن المثالي المتبوع بمقاس يحلمون به فمنهم من حقق ذلك لفترة، ثم عاد لوزنه الأول وربما أكثر بقليل ومنهم من لم يستمر وبقي يحاول حتى اليوم

لكن، مع اشتراك جديد في عام 2018 لفتاة من داىرة معارفي، تم أخذ القياسات اللازمة للبدء بخطة غذائية تساعدها على خسارة كيلوغرامات من وزنها ، وبعد توصياتي لها بالالتزام بما جاء بالخطة لتنال مرادها ،بدأت رحلتها مع الدايت لكن هذه المرة مراجعتي تعيش خطتي أمامي فأنا أقابلها يوميا بحكم القرابة التي تربطنا، لكن شيئا ما لم أكن معتادة على رصده حدث أمامي !! كنت ألاحظ الكم الهائل من التعب النفسي التي كانت تعيشه فقد أصبحت تفكر ليلا نهارا بماذا ستأكل ومتى تأكله ، كما أنها كانت تدخل في نوبات الندم إذا ما تناولت شيئا يعتبر في قاموس "الدايت" ممنوع أو غير مسموح ، وبعد الندم تأكل المزيد منه دون أن تشعر، وأصبحت تشتهي الحلويات بشكل أكبر، وإذا ما حدث وتناولته تعد نفسها لاحقا بالامتناع عن تناوله غدا وربما تمنع نفسها أيضا عن تناول الوجبة في ذلك اليوم وهنا كانت نقطة التحول من اختصاصية تغذية إلى اختصاصية تغذية ضد الرجيم فطبيعة البشر أنه كل ممنوع مرغوب وكل ما يخالف الطبيعة غير دائم

* اختصاصية تغذية ضد الرجيم