الليلة هي ليلة مبيت أخي الفقيد الحبيب أحمد العوايشه عند ربه، فارس العقيدة الموحد المنافح والشارح، ناقش الماديين ورد عليهم من نفس بضاعتهم، علّم ونشر الأخلاق والأدب والفضيلة، على مدار أكثر من ثلاثين سنة وهو يعلم فينتشر طلابه في كل قارات الأرض في "الصين وروسيا وتركيا وأفريقيا وأوروبا وبلاد العرب"، طلابه في الأوقاف ودائرة قاضي القضاة وافتاء الجيش والافتاء العام والجامعات والمدارس والمعاهد، محاور من الطراز الأول دون تعنت حتى مع مخالفيه يقول كلمته ويدعهم وشأنهم، لا يُذكر أحمد إلا ويذكر الكرم والجود وما لقيني إلا وشد الثياب في عزومته، هو أب لطلاب الشعوب الإسلامية يعرفهم ويرعاهم ويكرمهم من حر ماله، يتفقد أحوالهم ويسعف فقيرهم ويجمع لهم التبرعات.
هو الأب الحقيقي للمركز الثقافي الإسلامي في الجامعة، حيث جمع المال لبناء مبنى إدارة المركز وتم له ذلك لأن الناس يثقون به .
هو الخطيب المفوه الجريء دون تهور ولا تعصب، ينظر فيما ينفع الناس .
كان المركز في عهده شعلة نشاط، حيث ينوع في الخطباء ويقيمهم ويشد على يد كلمة الحق التي تقال، ويعقد الدورات ويرعى الاعتكافات والدروس الدورية، ويقيم علاقة أخوية طيبة مع كل موظفي المركز فأحبوه وقدروه ولم تقع أية مشكلة إدارية في عهده، مع ضبط دقيق للمؤسسة التي اؤتمن عليها .
وأحمد الإنسان المبتسم الطيب الذي يمزح ويروي المُلح ويدخل السرور على من يحدثه .
أودع أخي أحمد وألمي أنه انتقل إلى ربه وأنا خارج البلاد وشعرت أنني في حزن شديد لفقده، لكنها إرادة الله التي لا شيء فوقها وما يطيب النفس أنه عاش للاسلام ومات على الاسلام ومحبوه يدعون له من قلوبهم .
رحمك الله أبا همام رحمة واسعة، وكما جمعنا الله في كلية الشريعة للعلم والدين والدعوة فإنني أرجو الله أن يكون جمعنا في الآخرة في مقعد صدق في جنات النعيم .
أودعك بقول الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)، قضيتَ نَحبك ، ونحن ننتظر ، والمهم أننا لن نبدل ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .