ثلاثة أخبار في هذا العيد تشهدُ على غياب الضمائر من بعض الناس، تدهور صهريج النضح وتسريب أسماك نافقة للسوق وتوزيع لحوم فاسدة لأسر عفيفة ومنها تفوح رائحة الضمائر المذنبة.
لا تنم حادثة الصهريج عن حادثٍ مروري فحسب، لكنها توضح مأساة عاصمة تتطور بلا توقف وتريد المزيد لكن ضواحيها تفتقر للصرف الصحي اللائق بالبشر، مبانٍ سكنية بالمئات تُنشئُ ولا ترتبطُ بشبكة الصرف الصحي بل بمئات "الجورِ الصحية" ويا لها من تسمية!، ثم صهاريج النضح التي أصبحت ضروريةً لتنضح المجاري وتتخلص منها، أين التخطيط المدني والعمراني للأمانة والبلديات، وأين حماية المواطن من الآفات النضحية؟، ثم يقود السائق صهريجه المحمل نحو أعلى جسر وفخر الأمانة ليتدهور عليه ويهرب!، كيف وصل صهريج بهذه الحمولة وهي الآفة البيولوجية والبيئية لقلب العاصمة وأعلى جسورها؟ .
ثم يُوَرَّد سمكٌ نافق للمطاعم والمحلات ليأكله الغافل، كيفَ لم يتم التخلص من السمك النافق بأرضه، وأين وزارة الزراعة والصحة وحماية المستهلك، أين قبلهم الضمير والإيمان لدى من هَرَّبَ السمك؟ .
وبعده خبر توزيع لحوم فاسدة من جمعيةٍ خيرية (تخيلوا) لأسر محتاجة ولولا انتباهة المستهلك ومهارة الأمن العام لحصلت مصيبة التسمم الغذائي لمئات الأفراد، أين الضمير لدى هذه الجمعية ومن أخذ القرار الإجرامي؟.
إن غياب الضمائر ليست تهمةً بقدر ما هي وصمةُ عار، وللأسف أن وصمات العار تنتشر وأن هناك من يعتبرها شطارة.