أريد أن أتخيل لقاء الحكومة مع الإسلاميين يوم السبت؟!... يا ترى كيف سيكون المشهد؟.
أظن أن ثمة مجاملات ستنطلق من جانب الحكومة متعلقة بصحة سماحة الشيخ.. وسيؤكد سماحة الشيخ أن (السُكري) في وضعه الطبيعي.. بالمقابل ستنطلق مجاملات أخرى من جانب الجماعة تؤكد أن الحكومة شباب.. (ما شاء الله)... وأن الصلاة في مواقيتها تجدد شباب المؤمن.. وأجزم أن أحد المشايخ سيقدم (مزحة) للمستشار السياسي سميح المعايطة تطالبه بأن يجلس مع المشايخ وليس مع الحكومة.
بعد ذلك سيأتي الشاي، وسيطالب أحدهم بأن يكون بدون (سُكّر) وقد يطالب أيضاً باشعال (الكوندشن) وبعد ذلك يبدأ رحلة البحث عن المسبحة في جيوب (الدشداشة).
أنا لا أقدم مقالاً ساخراً.. صدقوني اني أرسم المشهد بتفاصيله.
لا بُدّ أن تمتد المجاملات والتي تهدف إلى (طراوة الجو) لمدة عشر دقائق... يتم من خلالها الاشادة بشباب الرئيس ومطالبته ربما بأن يحضر صلاة الجمعة القادمة في مسجد (أبو درويش) ... وأثناء الحديث يتم تكرار جملة «الله يهدينا ويهديكم إن شاء الله»... وأيضاً يتم التعريج على بعض المتوفين من قادة الجماعة ومن أعضاء حكومات سابقة ويتم الدعاء لهم: «الله يجعل مثواهم الجنة»... ولا أنسى أنه سيتذكر البعض من قادة الجماعة لقاءات حكومية سابقة جمعت قادة الجماعة من رؤساء سابقين وأثناء الحديث يتم الاطمئنان على صحة هؤلاء الرؤساء ويتم فرد جملة «الله يشفيهم إن شاء الله على الطاولة»... وبعد لحظة صمت يكرر أحد المشايخ جملة «الله يهدي الجميع إن شاء الله»... وتتيسّر الأمور.
ثم يبدأ الحوار... في هذا الصدد لدي سؤال: لكل حوار قنوات خلفية وجدول أعمال ومكالمات ليلية تسبقه يا ترى هل ستخرج الجماعة من اللقاء بقرار العودة عن مقاطعة الانتخابات؟
إذا حدث هذا الأمر فأظن أن القصة ستكون انتصاراً للجماعة أولاً وللحكومة ثانياً.. وانفراجاً لأكثر أزمة سياسية داخلية تواجهها الحكومة.
ولا أظن أن اللقاء سيكون مجرد لقاء بروتوكولي فكما قلت ثمة ترتيب مسبق ومكالمات ليلية.
على كل حال.. مشاركة (الإسلاميين) لا تعني أبداً التناقض مع القواعد أو الخسارة.. بل لها بعد خارجي وداخلي.. الخارجي هو احترام العملية الانتخابية أكثر، كون الحزب الأقوى والأكبر حاضراً فيها وداخلي يعني القبول بنزاهة العملية وسلامتها... كون عزوف الإسلاميين عن المشاركة جاء على خلفية انتخابات سابقة... وليس على إجراءات الحكومة الحالية.
أطالب الحكومة بأن تجعلني أحضر الحوار... من حقي كمواطن أن أحضره حتى أتمكن من بث الجزء الثاني من الحوار وخصوصاً الحديث الذي سيتلو جملة «الله يهدينا ويهديكم يا شيخ»..
hadimajali@hotmail.com
الرأي