دور الإعلام في توازن البيئة والتنمية
د. عمر الخشمان
07-07-2022 12:20 AM
الموارد الطبيعية في العالم تشهد في الوقت الحالي تدهوراً شديداً حيث حدث ضرر بالغ من جراء التصحر والتغير المناخي وانحسار الرقعة الخضراء بسبب الممارسات الزراعية الخاطئة ، عدد من الدول الفقيرة تقوم بقطع الأشجار تحت وطأة الفقر والحاجة الماسة إلى الوقود التقليدي الذي يعمل على تدمير البيئة ، مما يشكل اثراً مزدوجاً يؤدي إلى انحسار الرقعة الخضراء ، ثم يزيد من معدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وهو بذلك يقلل من نسبة الأوساط الطبيعية المتاحة لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
أن مرتكزات النظام الإعلامي الجديد يجب أن تقوم على بعث تيار من تبادل المعلومات ويكون هذا النظام اكثر توازناً لكي يساعد على أيجاد مزيد من التعاون بين الشعوب وتعميق التفاهم المشترك بين البشرية والتركيز على وسائل الاعلام بصورة خاصة لأنها الوسيلة الأساسية في بلورة التوجهات الإيجابية نحو البيئة والعمل على ترتيب وتوجيه الرأي العام لدى المواطنين عامة والمسؤولين في القطاع العام والخاص لتوفير المعلومات اللازمة لبناء المرئيات الاقتصادية والسياسية ، لان الفرد يكتسب اكبر قدر ممكن من القيم من خلال الحياة الاجتماعية أو الوسائل الإعلامية ، ونظراً للقصور والضعف الذي اطفى على الحياة الاجتماعية فقد اتجهت المسؤولية بالكامل إلى وسائل الإعلام المختلفة في طرح الكثير من القضايا التي تهم حياة المواطنين .
الأردن يعتبر من الدول المتقدمة والتي اهتمت بحماية البيئة من الملوثات فوضعت الدولة الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة عام 1991م لتصبح تشريعاً واضحاً وقانونياً هدفه المحافظة على البيئة الأردنية ، كما أقام الأردن برامج ناجحة في تعزيز دور وأهمية المحميات الطبيعية وجاءت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لتؤكد ذلك الاهتمام المتزايد بالمحميات الطبيعية كما جاء تشكيل وزارة للبيئة كدعم للبيئة وللمحافظة على المصادر الطبيعية وحمايتها من التلوث.
وتشكلت في الأردن جمعيات غير حكومية مثل الجمعية الأردنية لمكافحة التصحر وتنمية البادية وجمعية البيئة الأردنية والتي جاءت مهمتها مبنية على أساس الوعي الجماهيري .
وسائل الإعلام الأردنية فقد اهتمت بالقضايا البيئية بشكل كبير باعتبار أن مشكلة التلوث هي مشكلة الجميع الوعي البيئي يأتي من خلال التعاون المشترك ما بين المواطن والمؤسسات المعنية بذلك ، لابد من الاهتمام بالبيئة ، وإدخال المواضيع البيئية وربطها بالقضايا التنموية ، وإعطاء دور البيئة أهمية خاصة وتأتي هذا الأهمية من منطلق أن التهيئة التعليمية الجيدة ، سوف تساهم في مضاعفة مستويات التوعية البيئية العامة والعمل على تدريب الكوادر الإعلامية وتأهيلها من خلال عقد الندوات والدورات وورش العمل المتخصصة للإعلاميين .
وسائل الإعلام الوطنية هي روافد فاعلة ومتكاملة ومتعاونة من اجل أثراء رسالة الأردن وإعلاء دوره ومكانته الحضارية داخلياً وخارجياً .
(الدستور)