المواطن شريك رئيسي بمكافحة التسول
ارشيد العايد
06-07-2022 11:21 AM
لكل مجتمع مشاكله المختلفة، ولكن اذا ما نظرنا الى قضية تكاد تكون قاسم مشترك بين المجتمعات، وهي من الامراض الاجتماعية المنتشرة، نجد ان التسول واحد من اهم هذه القضايا التي تتقاسمها، ولا يكاد يخلو مجتمع منها، ليس هذا نوع من التبرير لوجود مثل هذه المسلكيات السلبية لكنه واقع حالة.
في الحالة الاردنية نستطيع القول ان بوادر العمل الممنهج للتسول بدأت تظهر الى حيز الوجود، لا بل ان البعض اصبح يتخذها مهنة للحصول على المال دون ان يبذل الجهد، حتى اصبح البعض ممن يتخذون هذه المسلكيات يرونها حق مكتسب لهم، والاخطر من ذلك ان تصبح ثقافة في المجتمع، يبررها وجودها.
المؤسسات المعنية بمكافحة التسول لا تألو جهدا في العمل والجد، فوزارة التنمية الاجتماعية لديها مديرية معنية بمكافحة التسول وهي تتابع عملها ليلا نهار، وقمة الهرم في الوزارة الوزير ايمن المفلح يولي اهمية كبرى لهذا الامر، وهناك ايضا مديرية الامن العام وامانة عمان الكبرى،اذا، نحن نقف امام مثلث معني بمكافحة هذه الظاهرة وتره وزارة التنمية الاجتماعية، لكن هذا وحده لا يكفي اذا ما أردنا الحد من هذه الظاهرة.
فحتى لا يصبح التسول حق مكتسب او وضع اجتماعي مسلم به، لا بد من العمل على محاربة هذه الظاهرة من قبل ابناء المجتمع انفسهم، لان مكافحتها تعتمد الى حد كبير جدا على المواطن نفسه، ذلك ان المؤسسات الرسمية تكافحة هذه الظاهرة، وفي المقابل تشجيع غير مباشر، ودون قصد من قبل المواطن، يشبه الى حد كبير محاولة ملء " القربة المخرومة"، فنحن بحاجة الى تعزيز تقافة مكافحة التسول ونشرها حتى نستطيع الحد من هذه الظاهرة.
متابعة الارقام الصادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية فيما يتعلق بالقبض على المتسولين ينذر بالخطر، حيث تصل الارقام الى 1100 الى 1200 متسول يتم القبض عليهم شهريا، هذا ما هو ظاهر والاخرين الذين لم يتم القبض عليهم كم عددهم رجال ونساء اطفال وشيوخ؟، لذلك المواطن هو الركيز الكبيرة في المساهمة والحد من هذه الظاهرة، فالمتسول يستعطف الاخرين بطرق شتى واساليب مختلفة، وما يدعم اسلوبهم الملابس البالية الممزقة التي تحرك العاطفة، وهنا علينا ان نسأل انفسنا قبل ان نقدم النقود الى ذلك المتسول، هل يستحق المساعدة، ولماذا لا يعمل خاصة ان عددا كبيرا منهم في سن يستطيع العمل به؟، دوعنا لا ننخدع بما نراه لثوان قليلة من قبل المتسولين، فالاحتراف لديهم في طلب الدعم اصبح واقع ظاهر، والتمثيل بعدم القدرة على الكلام او السير اصبح من مقومات مهنتهم، وحمل البضاعة رخيصة الثمن، مثل العلكة ومناديل الورق والورود، والاخطر من ذلك حمل النساء للاطفال في مختلف الظروف الجوية، وغيرها كلها اساليب تمثيلة لجعلنا نعتقد ان هذا وهذه وذلك وتلك، يسعون لقوت يومهم بالعمل والجد، والواقع يشير الى غير ذلك.
ال’ن الكرة في مرمى المواطن للحد من هذه الافة الاجتماعية ومحاربتها، فالنفكر قليلا قبل ان نعطي، حتى ذلك الذي تكون ظروفه صعبة لا يكسر نفسه ولا يهينا ولا يسأل الناس بمثل هذه الطرق الخادعة.