الأراضي والمساحة تقبع بين الظلم والاجحاف
السفير الدكتور موفق العجلوني
05-07-2022 04:15 PM
بين الحين والأخر اضطر لزيارة دوائر الأراضي والمساحة بهدف بيع قطع اراض لسداد ديون او لدفع أقساط الأبناء في الجامعات في ضوء راتب التقاعد المتواضع والذى لا يكفي لعشرة أيام في الشهر، وفي ضوء الالتزامات المعيشية و الالتزامات الاجتماعية و سداد أقساط القروض الشخصية للبنوك و دفع اجرة السكن الشهرية، والاقساط الشهرية لبطاقات الاعتماد و غيرها من الالتزامات الأخرى من كهرباء وماء ومحروقات .
موظفي دائرة الأراضي والمساحة هم كبقية الأردنيون الشرفاء صابرون يعملون بصمت رغم ضغوطات العمل التي يواجهونها و ضعف الرواتب و عدم وجود أية حوافز، مؤمنون بقيادتهم الهاشمية وبمحبتهم لملكيهم ولتراب اردنهم الغالي , و يتطلعون الى راعي الوطن الساهر على امن الوطن و المواطن ( الانسان اغلى ما نملك ) ان ينصفهم و يرد لهم اعتبارهم , فنزاهته و عدله و إنصافه و مشاعره مع شعبه لا يزاود عليها مسؤول او صاحب قرار في الداخل او الخارج .
الَمَني حقيقة الوضع العام لموظفي دائرة الأراضي والمساحة والذين يقومون بجهود جبارة في تحديث دائرة الأراضي والمساحة منذ سنوات، باعتقادي مع احترامي لإدارتنا الحكومية للدولة في ذلك ظلم كبير واجحاف في حقهم، وهم قمة في الكفاءة والنزاهة والمسؤولية والإدارة الحصيفة ويستحقون كل تكريم. اما الموظفين الاخرين في الفروع الأخرى لدائرة الأراضي والمساحة في مختلف المحافظات فهي ليست بأحسن حال من حيث المكاتب والأثاث وضغط العمل على الموظفين وبيروقراطية الإجراءات.
لقد حان الوقت ان تُنصف دائرة الأراضي والمساحة من حيث تحسين الأبنية والاثاث ورفع الرواتب والمكافآت، حيث دخلت مكتب أحد المدراء في أحد الفروع في أحد المحافظات وكانت الكنبايات ممزقة والمكاتب لا تليق بدائرة الأراضي ولا بدائرة حكومية تجلب واردات مالية لخزينة الدولة.
هل يعقل ما تدره دوائر الاراضي والمساحة من واردات بالملايين ان لا تكون هنالك نسبة بسيطة من هذه الواردات و لو ٥ - ١٠ ٪ لدائرة الأراضي بهدف تحسين وضع الموظفين وتحسين المكاتب والمباني وتسهيل الإجراءات، بحيث يعامل المراجعين بكل اريحية وتجاوز كافة الإجراءات الروتينية، وان تتم كافة الإجراءات بكل يسر وسهولة دون تكدس المراجعين في دوائر الاراضي والمساحة في مختلف المحافظات، وعدم الاضطرار ان تأخذ بعض المعاملات الإجرائية في البيع والشراء والتنازل والتقدير والتخمين أيام وأسابيع.
لقد حان الوقت ات تأخذ دائرة الأراضي والمساحة الاهتمام الذي تستحقه على مستوى البنية التحتية و الموظفين و تسهيل الإجراءات، و اتخاذ الإجراءات من حيث التسهيل على المواطنين من حيث استصدار بعض الأوراق والسجلات دون الحضور لدائرة الأراضي والمساحة .
ليس لي "ناقة ولا جمل " في دائرة الأراضي والمساحة ، ولكن ما شاهدته من واقع تعيشه دائرة الأراضي والمساحة في العاصمة والمحافظات دعاني ضميري ان اشير الى هذه الظروف التي تعيشها دوائر الاراضي والمساحة في المملكة وحال الموظفين .
فتاريخ الدائرة الذي يعود الى عام ١٩٢١ شاهد على إنجازاتها، وما تحمله من قيم يعرفها القاصي والداني متمثلة بالأمانة والنزاهة العدالة والمساواة والمبادرة والدقة والإبداع والتركيز على خدمة الجمهور. فقد قامت الدائرة خلال السنوات اللاحقة بأعمال المساحة وتسوية الحقوق والأمور التسجيلية وتوسعت في فتح مديريات التسجيل إلى أن أصبح عددها (٣٢) مديرية تسجيل تغطي جميع أنحاء المملكة. كما انتشرت فرق التسوية التي تقوم بأعمال المسح وتحضير نقاط المثلثات التي تخدم أعمال الدائرة. وقد خطت الدائرة في اتجاه التطوير والتحديث والحوسبة لأعمالها خطوات واسعة في السنوات الأخيرة مما كان له الاثر الكبير في التسهيل على المواطنين وإنجاز معاملاتهم بسرعة وسهولة. وبالتالي على أصحاب القرار زيارة دوائر الأراضي والمساحة في العاصمة والمحافظات والاطلاع على الوضع العام بالنسبة للمباني ولوازمها وبنيتها التحتية وأحوال الموظفين و الضغوطات الملقاة على عاتقهم ، علاوة على ذلك حان الوقت انصاف دائرة الأراضي و المساحة بكافة فروعها و اداراتها و إخراجها من واقع الظلم و الاجحاف لينعكس اكثر فأكثر على انتاجيتها و أدائها و على كافة المستويات الإجرائية و استقبال المراجعين و انجاز معاملاتهم و ان ينالوا موظفي الدائرة كل تقدير واحترام على المستوى المعنوي والمادي و الحوافز المجزية التي تنعكس على حسن الأداء و الإنتاجية ، و إعطاء الصورة الحضارية التي نادى بها كل من جلالة المغفور له بآذن الله الملك الحسين ، و جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ، فعلاً بأن شعارنا في الأردن " الانسان اغلى ما نملك . "
مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me