تابعت في الأخبار أمس، أن إسرائيل رفضت استقبال وزراء خارجية (5) دول أوروبية.. وتباينت التعليلات في ذلك فالبعض يقول إن موعد الزيارة مرتبط بعيد الغفران، والبعض يقول إن (نتنياهو) لا يرغب بدور أوروبي.
بالعامية نستطيع القول (كحشتهم).... يا ترى ما هو شعور وزير خارجية فرنسا حين يعرف انه غير مُرحب به؟ وما هو موقف وزير خارجية إسبانيا؟.
نحن يأتينا مسؤول أوروبي (درجة سادسة) وتم تعيينه بعد انتظار طويل لدى ديوان خدمتهم، والغريب أن حجوزات فندقية تؤمن له وسيارة مرسيدس وربما موكب فاخر.. وفي نهاية الزيارة يبدي اعجابه (بالتبولة) أو (الفتوش) وقد ينتقد المنسف الأردني.
للأمر عدة تفسيرات أولها أن إسرائيل (مكلحة دبلوماسياً) وكلمة (مكلحة) تعني انها لا تهتم أبداً.. وهذا الأمر معروف للجميع ولكن التفسير الآخر الأكثر أهمية هو أن الدبلوماسية الأوروبية أضحت (دبلوماسية هاملة) ولم يعد لها دور مؤثر في الشرق الأوسط ناهيك عن كونها اختصرت حضورها في الدفع والتمويل وتركت التأثير والإدارة للأميركان.. والتفسير المؤلم هو اننا بين (التكليح) والوقاحة الإسرائيلية وبين انحسار وتضاؤل دور الدبلوماسية الأوروبية اضحينا مجرد متفرج لا يقوى على فعل شيء، فنحن لا نستطيع (كحش) سائق أوروبي يعمل في سفارة، ولا نقوى على كبح شهيتنا عن الدولارات الأوروبية أو المساعدات ومن المستحيل أن نمارس دور ونفوذ إسرائيل.. ولا نقدر أبداً على أن نتغاضى عن الشرط الأميركي.
يا ترى هل سيذهب وزير خارجية بريطانيا إلى رئيس وزرائه ويشكو له ما فعلته إسرائيل.. وهل من الممكن أن يعاتب رئيس وزراء بريطانيا (نتنياهو).
ما دام أن الأمر وصل للإعلام فأنا اتوقع من (ليبرمان) في المرة القادمة واعتماداً على تاريخه في كونه كان صاحب بار (بودي جارد) أن يقوم بخلع أحد وزراء خارجية أوروبا (موس) في مطار (بن غوريون).
نحتاج لأن نتعلّم درساً من وقاحة إسرائيل.
hadimajali@hotmail.com
الرأي