ما الذي يسعى اليه الرفاعي من وراء خطة الانفتاح?
فهد الخيطان
14-09-2010 02:57 AM
*** اختصاصي الجراحات العاجلة يتأخر في معالجة ازمة المقاطعة ..
قبل اجازة العيد لمس الجميع توجه الحكومة لمراجعة قراراتها الخاطئة بعدما كادت ان تصطدم بالجدار وترجمت ذلك بقرار اعادة معلمي الاستيداع بعد تعنت طويل, وتعديل قانون جرائم انظمة المعلومات. والاهم من ذلك ان رئيس الوزراء سمير الرفاعي صار يسمع لاصوات الكثيرين من خارج اسوار الرئاسة بعدما كان اسيرا لنظرية الاستهداف التي سيطرت على عقله وعقول وزرائه.
بعد العيد تواصل الحكومة سياسة الانفتاح وبزخم اكبر ويتولى الرئيس شخصيا زمام المبادرة بلقاءات قريبة مع قادة الاحزاب والنقابات. وكان هذا النوع من الحراك في السابق موكلا الى الوزراء , لكن تبين ان حضور الوزراء وتفاعلهم لا يعوض غياب الرئيس عن المشهد السياسي فلم يسبق لرئيس الوزراء ان زار النقابات المهنية منذ توليه المنصب, وفي غياب التواصل والحوار اتخذت النقابات موقفا متشددا من الحكومة وصل الى حد المطالبة باقالتها. والامر ينطبق على الاحزاب التي تجاهل الرفاعي وجودها في ظرف كانت فيه البلاد بامس الحاجة الى تبادل الاراء في الشأن الوطني العام.
تأخر الرئيس كثيرا هذا صحيح, لكن التحرك الذي بدأه يلقى ارتياحا من اوساط سياسية طالما حذرت من النهج الذي اتبعه في الاشهر الماضية من عهده.
السؤال اليوم: هل ينجح الرفاعي في استعادة الثقة بقدرة حكومته على ادارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة, وهل مشكلة الحكومة الوحيدة هي ضعف التواصل مع القوى السياسية والاجتماعية.
لا شك ان الرفاعي حريص على اعادة ترميم صورة حكومته المهمشة ليستنى له مواصلة المشوار بعد التاسع من تشرين الثاني المقبل وقبل ذلك حشد الشارع الاردني للمشاركة بفعالية في الانتخابات المقبلة . هنا يواجه الرئيس عقبة المقاطعة ويعتقد المراقبون ان اعادة الاسلاميين الى مربع المشاركة يحتاج الى معجزة وان الحكومة ستدفع ثمن ترددها في حوار قوى المقاطعة في وقت مبكر لا بل واستخفافها بهم.
فالرفاعي الذي اكد مرارا انه جاء لاجراء جراحات مؤلمة لابد منها لتفادي الانهيار على اكثر من صعيد, وقف مترددا وحائرا امام قضية المقاطعة حتى استفحلت ولم يعد مبضع الجراح قادرا على مداواتها.
لكن نجاح الرفاعي في الاستمرار مرهون بطبيعة الهدف الذي يسعى لتحقيقه فاذا كان الهدف من وراء حملة الانفتاح التي يقودها هو حل ازمة حكومته وتحسين صورتها فقط فان حظوظه في النجاح محدودة. طريق النجاح هو ان يفكر الرفاعي بحل ازمات ومشاكل المجتمع وعلاقته بالدولة وهذا يحتاج الى مقاربات جديدة وجذرية في برنامج حكومته وطاقمها واسلوبها في الحكم, لان الوقائع والمعطيات بعد الانتخابات بيوم واحد ستكون مختلفة تماما وتتطلب اداء مختلفا على كل المستويات.
الرفاعي لا يبدأ مع مجلس النواب الجديد من الصفر كما هو حال الحكومات التي تشكل بعد الانتخابات فهو يدخل تحت القبة بعد سنة قضاها في الدوار الرابع حصلت فيها احداث كثيرة رسمت صورة مثيرة للجدل للحكومة ورئيسها. سنة مليئة بالاخطاء والعثرات والقليل من الانجازات وسيضع كل نائب في حسابه هذا الرصيد وهو يناقش منح الثقة لها.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم