تسعى الأحزاب القائمة على تصويب أوضاعها لتكون في صلب العملية السياسية والمشاركة الانتخابية في المرحلة القادمة، كما تجتهد الأحزاب قيد التأسيس على حشد مؤيدين ومنتسبين وطرح برامج ورؤى لتلتحق بالمسار السياسي ولتحوز فرصتها في المشهد السياسي والانتخابي القادم، وقد لاحظنا مؤخرا أحزابا عديدة تطوف على المحافظات من أجل الترويج لبرامجها وكسب تأييد الشباب والمرأة، ولكل مجتهد نصيب في ذلك، وفي الطرف المقابل يبرز قطاعي الشباب والمرأة ضمن مستويات متنوعة من التفاعل مع المشهد القائم، وسأركز هنا على دور النساء في هذا الأمر.

لا شك أن ثمة تفاوتات ثقافية واقتصادية وسياسية قائمة بين مختلف مناطق المملكة، وهذا يشكل تحديا للتحشيد الحزبي والسياسي، ولعل القطاع النسائي الذي يعاني الهشاشة والبطالة بنسب مرتفعة خصوصا في محافظات الأطراف؛ هو القطاع الأقل إفادة من الحراك السياسي والنشاط الحزبي، ما يدفعنا إلى أن نعمل التفكير وصولا إلى مقترحات من شأنها تشجيع النساء على الانخراط في الأحزاب والمشاركة فيها بشكل فاعل، وأن تسهل على الأحزاب عملية الترويج وكسب التأييد لدى ذلك القطاع.

من المهم الوصول إلى أبرز القطاعات التي تتواجد بها النساء بمستوى تعليمي جيد كقطاعي الصحة والتعليم والخدمات، هذه القطاعات تضم في صفوفها أعداد كبيرة من النساء العاملات الواعيات لمستقبلهن والطموحات لتحقيق المزيد من الإنجاز والمشاركة في الحياة العامة، ولن أهمل أيضا القطاعين الزراعي والسياحي والذي يضم أعدادا كبيرة من النساء العاملات بشكل غير منظم ممن يرغبن في تحسين نوعية حياتهن، وأضيف الى ذلك شرائح مهمة تضم العنصر الشبابي المتعطل من العمل، وهذه الفئة تعاني الهشاشة والقلق وتحتاج الى ادماجها في الحياة العامة والاستفادة من قدراتها وطاقاتها وحماسها في رسم السياسات العامة في البلد وبناءه.

على الأحزاب واجب العمل الدؤوب للوصول الى الفئات المستهدفة من خلال مختلف أعمال الترويج والتي تتضمن الأفكار والرؤى والبرامج والفرص المحتملة والرهانات المستقبلية، وحقيقة فإنني حينما أتابع نشاطات الأحزاب في المحافظات لا ألحظ أية أنشطة ترويجية كافية، وتكون الدعاية واللقاءات والحشد ضعيفة للغاية وتتم من خلال التواصل الفردي، وهذا يفوت من فرص الوصول الحقيقي للفئات المستهدفة، ما يتطلب العمل وفق آليات إعلامية متطورة تستهدف مختلف شرائح النساء العاملات او المتعطلات من خلال الميديا الجديدة وحلقات الزووم والتطبيقات الذكية التي تسهل عمليات الاتصال والتواصل واقامة الحوارات الجادة لكسب تأييد النساء والإجابة عن مختلفن تساؤلاتهن والتحديات التي يواجهنها والتي تحول دون مشاركتهن في الحياة السياسية بشكل أفضل، كما ينبغي التركيز على مؤسسات المجتمع المدني والنقابات ومختلف التنظيمات الاجتماعية كوسيط للتوعية بأهمية المشاركة السياسية ودورها في تحسين واقع النساء وتعزيز ادوارهن في المجتمع.