إصلاحاتٌ جذرية أم ترميماتٌ وقتية!
د. عادل محمد القطاونة
05-07-2022 08:14 AM
بعد كل حادثةٍ مُحزنه أو مؤلمة، بعد كل واقعةٍ مؤثرة أو مُنفرة، بعد كل وفاة أو إصابة؛ وبعد أن تتصدرَ العناوين المواقع الإخبارية والاجتماعية؛ تتعددُ التصريحات وتتزايدُ الاتهامات وتتعالى الإنتقادات وتتناقضُ المسؤوليات، وبين ما هو منطقي وعلمي، هوائي وانفعالي؛ يتساءلُ البعض عن حقيقة الموجود والمفقود، وعن الإصلاحات الجذرية والترقيعات الوقتية!.
إن تشكيل اللجان الوقتية واتخاذ القرارات اللحظية، لم يعد كافيًا في التعامل مع المؤسسات الوطنية والقرارات الرسمية، في ظل الأحداث المتسارعة والأبعاد المتداخلة، وفي عالمٍ تأطرهُ تكنولوجيا المعلومات المتقدمة وشبكات الاتصالات المتطورة.
إن فقدان بعض الأرواح البشرية وخسران بعض الممتلكات والموجودات بسبب حوادث مؤسفة، ومع إيماننا المطلق في قدر الله عز وجل بخيره وشره، بات الموضوع من الأمور المقلقة، فالأخذ بالأسباب سنةٌ نبوية، وضرورةٌ وطنية، وحاجةٌ اجتماعية؛ والأخذُ بالأسباب يقتضي وجود الاستعداد اللازم والتجهيز الكامل للعنصر البشري والأصل المادي، وصولاً لموظفٍ مُدرب ومؤهل، وموجودٍ مادي مُجهز ومؤكد!
في إنجلترا على سبيلِ المثال لا الحصر، يخضع العاملون في أي قطاع من القطاعات لدورات تدريبية مستمرة من أجل مواكبة أية تحديات أو تحديثات في ذلك القطاع، كما تعطي الإدارات العليا والمتوسطة الوقت الكافي والتخطيط الوافي من أجل ضمان سير العمل بشكل آمن وكامل، فخطط الصيانة والمتابعة والمراقبة تدار بتقنية كاملة وبإدارة شاملة وجودة عالية، عندها تصبح الحوادث نادرة جداً في قطاع كقطاع النقل على الرغم من وجود عشرات الآلاف من القطارات وباصات النقل العام، بسبب الإصلاحات الشاملة الكاملة المستمرة، وفق رؤية إدارية استراتيجية ثاقبة وإرادة قيادية عالمة وعاملة.