إنهم يمكرون بنا، لا تصدقوا عفوية انهماكنا في التفاصيل غير المهمة على الإطلاق، وضياعنا بين أطنان من المعلومات والهرطقات والحوارات والمجادلات والمناورات .... أطنان لا يجمعها سوى محاولة أن يمكروا بنا.
طوفان دافق من الأخبار والإخباريات والمعلومات غير المجدية تمنعنا في ممارسة الشهيق والزفير بشكل طبيعي وإرادي، بل يتحكمون بشهيقنا وزفيرنا على الريموت كونترول، بهدف واضح ومحدد لهم وهو:
منع الناس من الاهتمام بالمعارف الأساسية التي يحتاجونها، وإبقاؤهم بعيدين عن المشاكل الاجتماعية التي تواجههم، والذي لا يعرف علّته لا يتداوى لينجو منها .... هذا أمر طبيعي جدا.
وإذا لم تنفع سياسة الإغراق في التفاهات، فلديهم استراتيجيات أخرى كثيرة ومتنوعة من أجل إبقاء الناس على هامش الهامش، فهم يبتكرون مشاكل، أو يكبرون مشاكل صغيرة لتصبح بحجم الوطن العربي:
- مشاكل إقليمية يتم نثرها كالأشواك المسمومة في طريقنا بين فترة وأخرى، ثم تختفي كما جاءت، وتعود لكأنها قادمة من العدم حينما يريدون طبعا.
- تجعلنا نرّكز على ما هو أمامنا فقط، ونمشى «على الخط الخط ونقول يا رب السترة» وننسى ما حولنا وما يجري فينا وما يخطط لنا .... وننهمك في معارك بائسة من أجل التحايل عليها بينما هم يحتالون علينا في كل شيء لأننا نكون مثل الأحصنة التي يضعون الجلد على جوانب عيونها، فلا نرى إلا ما يريدوننا أن نراه، وكما يريدوننا أن نراه، وليس كما هو في الواقع.
وتلولحي يا دالية
(الدستور)