تيري جونز .. وفلدز .. وكورت فيسترجارد .. مجانين أوروبا وأمريكا
د. سمير حمدان
14-09-2010 12:01 AM
سبحان الواحد القهار، لم يعد في هذا العالم مجانين لا في أوروبا ولا في أمريكا إلا وكبوا شرهم على الأمة العربية والإسلامية . ولم يعد لهم عمل سوى القيام بكل ما من شأنه أن يزيد قهر هذه الأمة ، مقتنعين بأن ردة فعلها لا تتعدى الاستنكار والإدانة بأشد العبارات والتحذير من " مغبة " ما يمكن أن يحدث. والمؤسف حقاً أن يكون الدين والمعتقد هو موضع الهجوم والسخرية . وقد سبقهم سلمان رشدي شيطان آيات شيطانية ، وتبعه الجنود الأمريكيين في سجن غوانتنامو. وهاهي الأخبار تتناقل الملهاة الجديدة لنفس الجنود ومن نفس الجنسية، الذين قطعوا أصابع أيدي أسراهم في أفغانستان ووضعوها في مرتبانات مخلل لتكون لهم ذكرى بعد إنهاء خدماتهم وقد يأتي عليهم يوم يتناولونها على أساس أنها " هوت دوج".
إلى هنا قد تبدو الأمور طبيعية وأن هؤلاء حفنة مجانين وعلينا أن لا نلقي لهم بال أو أن نعيرهم أي اهتمام. ولكن أن تتقدم المستشارة الألمانية الصفوف الأوروبية وتقدم جائزة فنية رفيعة للرسام الهولندي صاحب الرسوم المسيئة للرسول تقديراً لفنه الراقي والجميل ، فهذا يعد قمة الاستهتار بهذه الأمة التي أصبحت كغثاء السيل تتكاثر عليها أكلة الجيف .
دعونا نرى الصورة مقلوبة. ماذا لو أقدم مجنون أردني أو سوري أو صومالي على حرق الإنجيل أو التوراة. هل ستقف أوروبا عند حدود الاستنكار والشجب والإدانة؟
هذا السؤال موجه لكل واحد في هذه الأمة ولا يجوز الاختباء خلف ضعف الحكومات الصديقة وغير الصديقة لأمريكا. هل نستطيع أن نفعل شيئاً؟ . نعم نستطيع . ويمكن لنا أن نقارع هذا العالم باللغة التي يفهمها. والعتب كل العتب على الأحزاب العربية ومراكز البحث والدراسات ومؤسسات المجتمع المدني ، صاحبة الشعارات الطنانة الرنانة ، كثيرة القول قليلة الفعل.
مطلوب أن ننجن وأن نعود لعروبتنا ... وأن نعيد الألق للأرض التي كانت تتكلم عربي ، وأن نعيد بعض الماء لوجوهنا وأن لا يكون نقص الماء في البلدان العربية حجة للهروب.
كل واحد منا يستطيع أن يقوم بفعل.... يستطيع أن لا يشتري سيارة ألمانية ، أو ثلاجة أمريكية. نستطيع أن نغرق سفارات تلك الدول بالرسائل الألكترونية.... نستطيع تنظيم احتجاجات سلمية ...نستطيع القيام بمسيرات شموع ، نستطيع أن نكتب في الصحافة العالمية ...ونستطيع ونستطيع .
وأقترح على كل الرسميين أن يكفونا خير وشر تصريحاتهم المليئة بأشد عبارات التنديد حتى لا يأتي يوم ينقطع فيه حيلهم من كثرة الشد ...وبعكس ذلك ستكون الساحة للمجانين من الفريقين ...والله يستر