الدساتير عند الدول المتخلفة
د. بسام العموش
04-07-2022 12:59 PM
الدستور هو الوثيقة الأساسية التي تسير وفقها الأنظمة السياسية. وكل دول العالم فيها دساتير قد جاءت بطرق مختلفة، والمفروض أن يحترم الكبير والصغير هذه الدساتير.
واقع الدول المتقدمة أن الدستور يضعه الناس فهو الوثيقة التي رضوا أن تكون حياتهم وفقها، وليس لأيٍ كان أن يتجاوز على أي حرف مما كتبه الشعب حتى لو كان رئيس الدولة.
أما الدول المتخلفة فالدستور يوضع من باب الدعاية والقول أن الدولة متقدمة كبقية الدول، لكن عند فحص الطريقة التي جاء بها الدستور نكتشف هزالة هذه الوثيقة وزيفها. لقد وضعها انقلابيون أو مزورون مأمورون للتمثيل على المسرح السياسي بينما الحقيقة أنهم قد تم توجيههم من وراء حجاب ليكتبوا ما يريده الرجل الأول. لقد كان الدستور قديما (منحة) يقدمها الحاكم للناس فهو هدية منه وكرم وتفضل يجب شكره عليه أبد الدهر!!.
واليوم لا يتحدث الناس عن منحة بل يرسمون ما يريدون ثم يتم تمريره عبر حجارة الشطرنج الذي طالت أذيالهم وخانوا شعوبهم ولهثوا يهرولون نحو مطامعهم.
لقد رأينا صفحات سوداء في دول التخلف كيف يتم التلاعب بخصوص الدستور حين يصطدم بمصالحهم (على علاته) سواء تعلق الأمر بالصلاحيات أو السن المؤهل لتولي السلطة أو المدة الزمنية التي يتولاها أو موضوع مساءلته باعتبار تلازم السلطة والمسؤولية، وكلها صور شاهدناها ونشاهدها.
وانا أتحدث عن الدستور تذكرت مسرحية "غوار" لما ذكروا الدستور وسألوا عنه فقال "أكله الحمار !!" . مسكينة دساتير الدول المتخلفة كم تعرضت لها أسنان الحمير؟ وكم قضمت منها؟ اقترح على دول الدساتير المأكولة من الحمير أن يعلنوا أنه "لا دستور بعد اليوم"
بل الدستور الحقيقي:
ما رأيكم إلا ما أرى
وهو الحال الذي نراه اليوم في بلدان التخلف، فهي دساتير يتم التلاعب بها وتغييرها خلال لحظات وهي دساتير الخديعة المكشوفة المفضوحة، وهي دساتير لتثبيت الظلم والقهر والاستبداد.