عثرتُ على كتابين: الأول، بعنوان: الصواعق في تحريم الأكل بالملاعق! وكتاب آخر بعنوان: الرد الصاعق على من يجيز الأكل بالملاعق ! طبعًا هذا يعكس جدالًا.
بين من حرّم وأجاز! سألت صديقًا سعوديّا أو من السعودية عن هذه الفئات، فأجاب: انقرضت بالكامل بعد عهد الانفتاح، بعد أن تحكمت بنا عشرات السنين! بعيدًا عن تحريم الملاعق وشرب القهوة والنظارة ومدارس البنات، فإن ما يهمني هو سبب اندثار هذه الفئة في السعودية الوهابية مباشرة بعد الانفتاح! في علم نفس الجماهير وازدهارها عندنا في الوقت نفسه ونحن الذين أخذناها منهم! يقال: إن مناقشة حملة الأساطير والمعتقدات الخاصة لا يتم بالعقل، فهؤلاء تبنّوا هذه الأفكار بالعقل الجمعي؛ ولذلك، لا جدوى من النقاش معهم! وربما لو ناقشناهم لتغلبوا علينا وقهرونا بالديموقراطية!
كيف التخلص أو تحريرهم من هذه الأفكار؟ كان واضحًا أن محمد بن سلمان حرّر مناهج التعليم أولًا، ووجدنا فيها موادّ دراسية لم نجرؤ بعد على التفكير فيها أردنيًّا، هناك مساقات في المنطق والفلسفة، وعلم التفكير، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وغيرها ما لا يسمح لنا هنا بالحلم في أيٍّ منها! فالمجتمع الأردني لا يتحمل كلمة منطق وتفكير وفلسفة، ولا حتى حرّية المرأة وكرامتها! المجتمع يخاف من سطوة هذه الفئة، وهناك أدلة على أن الدولة تنافقهم: حبّا أو خوفًا! ومهما كان سبب نفاق الحكومات لهم، فإنني أذكّر ولا أحرض: قرار ابن سلمان حجّم هذا الفئات واندثرت، بينما كانت هناك أوهام غير رسمية بأن هذه الفئات ستحرق الأخضر واليابس، ولكن شيئًا من هذا لم يحدث! فما بالنا؟ وزير أوقاف أُجبر على التراجع عن حق قاله، وعريب الرنتاوي ووفاء الخضراء يستقيلان، ووزارة التربية تحقق في حفل رياض أطفال، وفي ورقة عمل أعدها مدرس ليعيش المجتمع على كفّ عفريت!
هل يجب أن تسقط ضحايا حتى تضع حكومة ما الأمور في نصابها!
سُئلت في محاضرة أمس في إربد: لماذا تتقدم كل المجتمعات بخط أفقي؟ بينما نتقدم خطوة ونتراجع خطوات؟ لماذا علينا أن نعيد مناقشة قضايا حسَمناها منذ خمسينات القرن الماضي؟
قلت: ليس هناك قرار رسمي!
ربما كانت الحكومات مستفيدة من تراكم الجهل!
ترى! لو تحرر المجتمع الأردني منهم هل سننتج نموًّا أخلاقيّا ومعرفيّا وثقافيّا ودينيّا أفضل!
متى سنكفّ عن مناقشة الترحّم!
أخشى أن يفرضوا علينا صواعق الأكل بالملاعق!
تحية إلى كل المتضرّرين، ومِن بينهم مَن انتقد سلوك حاكمٍ أمويّ!