هجرة العقول وهجرة المستثمرين
عبداللطيف الرشدان
03-07-2022 11:35 AM
إطار واحد يجمع المهاجرين لوطنهم باسف وحزن وأمل ان تتغير الحالة إلى أحسن منها وان تتحقق الطمأنينة والاستقرار والتشجيع على البناء والاستثمار والتنمية كاهداف لكل نفس عفيفة تواقة للوطن ورفعته.
لماذا يهاجر أصحاب العقول النيرة والدرجات العلمية المتميزة والقدرات الباهرة والسواعد المنتجة؟ انهم لم يجدوا البيئة المناسبة ولا الظروف التي تهيء لمستقبل منشود ولم يجدوا من يقدر خبرتهم وعلمهم وتميزهم ولم يجدوا مساحة للعمل في تخصصاتهم وتوفير أجواء العمل والإنجاز والإنتاج فاستفاد منهم الأجنبي ورحب بهم واخذهم على عاتقه وهم يحملون الأسف والحزن.
وكذا الحال لمن استيقظ نشيطا ليستثمر أمواله وعرق جبينه في بلده فواجه المصاعب والتعقيدات والمعوقات فآثر البعد على القرب وغادر آسفا على تلك الحال وما خلفته من أثر نفسي ليلقي بأمواله خارج بلده فيستفيد منها الأجنبي والغريب ويحرم منها الوطن وأهله.
ماذا يفعل هؤلاء تجاه وضع العربة أمام الحصان وماذا يفعلون تجاه البيروقراطية الأليمة والعراقيل التي تغلق الطريق وكيف لشباب المستقبل الطموحين لخدمة بلدهم بعد أن فقدوا امل الحوار والبناء والتنمية وهم يطاردون بين المتطلبات والمعطيات ولا يجدون ما يسد رمقهم ويلبي طموحهم.
آن إعادة صياغة الأهداف ومراجعة الذات واخذ العبرة من تجارب الماضي والحاضر وعقد النية للبناء والتقدم وتقدير العقول والمستثمرين من أولى الأولويات لاعادة جذب المتميزين والاستفادة منهم بدلا من قذفهم إلى الخارج.