يقول شاعر أمريكي، ما معناه أن حلول فصل الشتاء معناه ان الربيع قادم لا محالة. بالتأكيد فإن الرجل، حينما اقترف هذا الكلام، لم يكن (ينتوي) تقديم معلومة بسيطة يعرفها طلبة الرابع الإبتدائي، بل كان يقصد أن «ما بعد الشدة إلا الفرج» على طريقتنا العربية، وكما عبر عنها الشاعر، من جماعتنا:
اشتدي ازمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
الرجل كغيره من الشعراء، يبتكر لنا حلولا ذهنية، ذات طابع إيحائي، لمشاكل واقعية وحقيقية، مفرطة في حقيقيتها وواقعيتها. ويعكس لنا نظريات الطبيعة على الواقع المعيوش بشكل ميكانيكي فج ، على طريقة التشبية الضمني في البلاغة العربية.
لكن الشعراء لا يستطيعون سوى شحننا بالأمل الذي قد يكون مفيدا لنا أحيانا وقد يكون مدمرا ويعوّدنا على انتظار الحلول باختلاف الفصول، وليس بالجهد الشخصي والجماعي المناضل القادر على تغيير الواقع.
لنأخذ حالنا مثلا، نعرف تماما أن فصل الربيع سيأتي، وأن دموع عشتار سوف تجف حين يعود حبيبها أدونيس من عالم الأموات إلى الحياة، فتتفتح ازهار الربيع. لكن دموعنا لن تجف سواء عاد ادونيس ام لم يعد.
سوف ياتي فصل الربيع، وتخضرّ الحقول – أو ما تبقى منها-وتتفتح الأزهار، لكن أزهارنا لن تتفتح، فهي تحتاج إلى معجزات حقيقية، وإلى نظرات أكثر عمقا ومستقبلية.
تقول الحكاية أن رجلا كانت حياته خضراء، قام من النوم، ولبس بنطلونا اخضر، وقميصا اخضر وجاكيت أخضر وكندرة خضراء، ركب في سيارته الخضراء، ومشى في طريق اخضر على الجانبين، فاصدم بعامود أخضر، فجاءت سيارة إسعاف من مستشفى « الأحمر» .... فخربت النكتة.
وتلولحي يا دالية
الدستور