وأنا طفل في الابتدائية، أول مرة أسمع بكلمة بروتوكول من قراءتي الجبرية لكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"، وبصراحة لم يعجبني الكتاب وأيقنت أن فيه مبالغة وتمجيد واضح، فقد كان والدي رحمه الله يجبرنا على قراءة الكتب وخاصة في العطلة الصيفية.
ثم لما كبرنا بقيت أسمع هذه الكلمة نادرا في المجال الدبلوماسي.
ورجعت كلمة "بروتوكول" للتداول بشكل مكثف ويوميا أثناء أزمة الملك كوفيد التاسع عشر.
فهناك بروتوكولات لكل شيء، طبي علاجي، ولفتح المصالح الإقتصادية تدريجيا هناك بروتوكول، والسفر الداخلي والاجتماعات وللمقاهي والأرجيلة هناك أيضا بروتوكول، حتى دخول الحمام وأوامر الدفاع الذي ما زال بعضها نافذا، فأصبحت حياتنا كلها بروتوكولات.
وهناك بروتوكولات لهندسة التحديث السياسي وتدجين الأحزاب، وخاصة في الأزمات والملمات بروتوكولات السلامة العامة والحبل المهترئ بعد فاجعة ميناء العقبة.
وسيطر مفهوم البروتوكول حتى على مدعي الأسلمة أو الثقافة أو الليبرالية، وأصبح لديهم يقين أنه بدون بروتوكول لن ينجح أحد في الحياة.
وإذا بده واحد "يعرط" ويتقمص شخصية "المثقف العضوي" يكرر كلمة بروتكول أو مصفوفة "Matrix" على لسانه عدة مرات.
الخلاصة: ديروا بالكو من البروتوكوليين الجدد.