عبر منبر عمون أريد التطرق لهذا الموضوع الجدلي الدقيق والمهم، وهو علاقات حركة حماس مع العالم العربي. ومن خلال دراستي الأكاديمية في لندن رصدت تصريحات بعض من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية التي جاءت عقب اللقاءات التي عقدها السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع كبار مسؤولي حزب الله والرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء اللبناني، وبات من الواضح ومع متابعة عدد من هذه المنصات أن هناك خلافات بل وجدال في حركة حماس ذاتها، وتعتقد أن هذه الزيارة تربط الحركة بالمحور الشيعي الذي يضم حزب الله وإيران ، وهو ما سيؤثر على علاقة الحركة مع مصر والمحور السني بالمنطقة أن جاز لنا التعبير بهذا المصطلح عن هذا المحور.

والحاصل فإن العلاقات السياسية بين حركة حماس وحزب الله دوما كانت في مرمى الانتقادات ، وهي الانتقادات الفلسطينية أيضا خاصة وأن حركة حماس وقياداتها تتعامل في لبنان مثل الدولة المنفصلة ، وهذا أمر بات واضحا خاصةوأن للحركة تحالفات بل وعلاقات مع عدد من القيادات والفصائل التي ترتبط بعلاقات سلبية سيئة مع السلطة ، ومن هنا يجب الالتفات لدقة هذا الوضع.

الأهم من هذا أن الكثير من الدوائر السياسية العربية لم تهتم بهذه الزيارة التي قام بها السيد إسماعيل هنية إلى لبنان ، الأمر الذي يعكس تجاهلا وغضبا من هذه الزيارة.

على اية حال فإن علاقات حماس مع بعض من الأطراف الخارجية باتت تمثل محورا استراتيجيا واهتماما هاما للكثير من الدوائر ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف السياسي الأن.

غير أنني أقول أن لحماس الحق دوما في التواصل مع أي طرف خارجي ، وهذا حقها السياسي والإنساني والأدبي ، غير أنهذا يجب ألا يأتي على حساب التجاذبات العربية المشتركة، خاصة مع حساسية العلاقات بين بعض من الأطراف المرتبطة بعلاقات مع حماس وبين بعض من الدول العربية.

ثانيا أن حركة حماس هي حركة نضال وطني ، وهي لا تحتاج مني لهذه الشهادة ، وهذا النضال الآن كان وسيظل عسكريا ، ولكنه بات الآن أيضا وفي كثير من الأوقات سياسيا ، الأمر الذي يفرض على الحركة وقياداتها الوفية والمحترمة التواصل والعمل على مراعاة التجاذبات الإقليمية من حولها ، خاصة في هذا الوقت الصعب والدقيق الذي تعيشه الأمة. ومن هنا ومع هذه التجاذبات أعتقد أننا بتنا أمام قضية سياسية دقيقة وهو ما يفرض علينا نقاشها بين مختلف الدوائر ، وهل العلاقات بين فصيل فلسطيني محترم ووطني مثل حماس يمكن أن تؤثر على سياسيا على الوضع السياسي والدعم العربية للشعب الفلسطيني؟

سؤال مهم ودقيق.. حفظ الله فلسطين.. وبارك في جهود أبنائها البواسل في شتى المجالات