دمج إيران في المنطقة وليس محاربتها
د. خالد داود
28-06-2022 01:39 PM
المتتبع للتحركات بالمنطقة يلاحظ بكل وضوح ان هناك تحولات واضحة اتجاه دمج إيران بالمنطقة وليس شن حرب عليها إذا تحدثنا عن الحرب فان الخسارة لن تكون من نصيب النظام الايراني واذرعه بالمنطقة فقط فدول الخليج تعي تماما ان دخولها بحرب ضد إيران يعني كلفة باهظة جدا اقتصاديا وماليا واجتماعيا وتجربة الحرب على اليمن خير دليل على ذلك هذا من جانب، من الجانب الأخر إن دولا عدة في الخليج مثل الكويت وعمان والعراق لا يمكن ان تساهم في هكذا حرب لعدة أسباب أهمها القوى الشيعية المكونة لمجتمعات لهذه الدول..
باعتقادي أن كلفة دمج ايران والاقرار بمكانتها بالمنطقة ستكون اقل بكثير من حرب مدمرة اما ونجد حتى الكيان الصهيوني بدأ بالتهرب من هكذا قرار عندما عمد الى حل الكنسيت الصهيوني.
المهم في مجمل هذه التطورات والمتابع لزيارات ولي عهد السعودية الاخيرة يستطيع فهم ان السعودية تعمل جاهدة لإعادة احياء روح القومية العربية بعد افتقار الامة العربية لقيادة قادرة على قيادة المرحلة وهذا النهج ممكن ان يشكل جبهة قومية عربية قادرة على مواجهة القوميات الصاعدة كالفارسية والعثمانية وغيرها..
ان السعودية بعد تحديها لأمريكا قد لاقت ارتياحا عربيا بين الشباب العربي او ممن يحملون الفكر القومي الذي ارتبطت قيادته بالعداء لأمريكا وتعي السعودية انها الان في موقف يؤهلها لقيادة مرحلة مهمة في المنطقة واللافت ان زيارة ولي عهد السعودية القادمة ستكون الى الجزائر ومن هنا بدأ الحديث عن عودة الروح لمقولة من المحيط الى الخليج ولا ننكر ايضا التقارب المصري الجزائري..
باعتقادي ان ولي عهد السعودية وبعد تحالفه الواضح مع الصين وروسيا وتحديه للإدارة الامريكية بدأ بالبحث عن حلف قوي لمواجهة غطرسة امريكا والتي فشلت وتخلت عن اقرب حلفائها بالعالم مما وضعها في خانة الحليف غير الصادق والانتهازي.
قمة بايدن إن تمت ستكون محطة مهمة في ايصال رسالة من نوع اخر للأمريكان لم يسبق ان تلقوها، منها القضية الفلسطينية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ووضع حد للغطرسة الامريكية والسماح بسحب الارصدة في البنوك الامريكية واغلاق كافة القضايا العالقة بين الدولتين
السعودية نستطيع ان نقول انها الكاسب الاكبر للحرب الروسية الاوكرانية
وبالعودة للعنوان الرئيسي نقول ان الخليج عقد العزم على دمج ايران في المنطقة والاستفادة من امكانياتها وما لقاء وزير خارجية السعودية وايران في العراق والاستقبال المميز للحجاج الايرانيين في السعودية الا مؤشر على نية لتطوير العلاقات واما بالنسبة للملف النووي استطاعت ايران سحب البساط واعطاء قطر ممثلة لدول الخليج شرف استضافة المفاوضات النووية مع مشاركة امريكية بهذه المفاوضات بقي امامنا ملف ساخن وهو الملف السوري اللبناني..
واضح جدا ان حالة اللاحرب واللاسلم لن تستمر طويلا فسوريا مدمرة وليس هناك ما تخسره وكذلك لبنان يئن تحت ازمات قاتلة ولن يخسر شيئا فلا بد من اشتباك تحريكي للمياه الراكدة
دول الخليج المطبعة مع الكيان الصهيوني تربطها علاقات قوية مع ايران وتستطيع مسك العصى من المنتصف..